نعم..
كان بإمكانك أن تبقيني على قوائم الغرباء، لو أردت..
فلا تسمح لي-بأي حال-أن أقترب من مدارك..
حتى لايؤلم أحدنا الآخر..
لأن الغرباء أحيانا، يملكون من الشفقة ما يحول بينهم وبين صناعة الوجع..
أو أن نصير محض صديقين لا أكثر، لا يطالب أحدنا الآخر بشيء، إلا حق الصديق على الصديق..
كان بإمكاننا أن نشرع الأبواب، فنظل معا..
تحت أي مسمى آخر غير ذلك الـ(حب)، الذي غبت لئلا يولد، فولد قسرا من رحم الغياب..
كان بإمكانك أن تسمح لي أن أظل جزءً صغيرا من عالم أنت فيه..
كجرمٍ عالق في فضاء شاسع، قد يثقله أحيانا، لكنه لا يسقطه..
لولا أنك استكثرت، فآثرت الرحيل..
فجمعت على قلبي أذى ما هربت منه لئلا تؤذي، فآذيت..
وأذى الفراق الذي ذهبت إليه عامدا..
ظنا منك، أنك بذلك تنجو..
ماهر جدا أنت، تعرف كيف تمد الموج حتى الغرق..
ثم تنسحب مبتعدا، وقد أخذت القوارب والشواطئ وقشة النجاة..
لا أعرف، أي بر أتيتُ فسمحتَ لي بالولوج إلى دنياك، وأي ضر جنيتُ، فهنتُ عليك، فألقيتني لقمة سائغة لذلك النسيان..
وأنت..
أول الذنب، وآخر التقوى..
هل كنت تقصد أن أصاب بك من أقصى، إلى أقصى؟!..
ها أنا ياسيدي أنزف..
هل كنت تعرف أنى أمضي بك إلى حتف، وأمضي بدونك إلى حتفين؟!..
ها أنا ياسيدي أحتضر، ولا تعرف..
هل كنت تقصد أن أموت على ذمة الحرمان؟!..
ها أنا ياسيدي أفعل..
فماذا فعلت أنت؟!..
رحلت، ورحلت، ورحلت؟!..
يا ابن الرحيل، لا تخف..
هنيئا لك ما فعلت..
وهل يموت المرء مرتين؟!..
حتى وإن يفعل..
ارحل..
فالموت للمرة الألف، بعد الأولى..
أسهل..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..