نجح الإرهابي الأكبر بنيامين نتنياهو وحكومته الأشد تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني في تقديم نسخة أكثر نازية ودموية من هتلر وتجاوز بكثير الوصف الذي أطلق عليه زعيم النازية الجديدة..الوقائع على الأرض ومجريات الأحداث وسلوك نتنياهو يؤكد أنه يعيش في جلباب هتلر ويحاول بقوة استنساخ تجربته الدموية بكل حذافيرها وهو يستدعي ليس فقط نصوص القتل في الكتب القديمة والأساطير ولكن تجارب التدمير النووي وشبه النووي التى حدثت مع اليابان وألمانيا في الحرب العالمية وقال صراحة أنه يريد أن يطبق ذلك مع غزة رغم عجزه وفشله الذريع في أن يقدم أي شبهة نصر او تحقيق جزء من أهدافه المعلنة للحرب على غزة التى عاث فيها قتلا وتدميرا على الأبرياء من الأطفال والنساء والبيوت والمنشآت العامة ومراكز الأمم المتحدة وغيرها..
اول ما يطالعنا في تجربة استنساخ هتلر منهج وتقنية الكذبة الكبرى وقد تفوق نتنياهو كثيرا في استخدام الكذبة الكبرى وتطبيقاتها وفعل ما لم يفعله هتلر وزير اعلام الرايخ الثالث جوزيف جوبلز..فأكاذيب نتنياهو منذ طوفان الأقصى وحتى ماقبلها نجحت في خداع القوى المؤثرة عالميا وضمن بها الولاء الكامل غير المنقوص لحلفاء الكيان في الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الغربية الاستعمارية خاصة.
وتقنية الكذبة الكبرى عند النازية مشهورة ومعروفة وكتب عنها هتلر وجوبلز وتقوم على قاعدة استمر في الكذب بلا توقف ولاتعطي اي اهتمام للآخرين ولا معارضتهم ولا لمنطق الاشياء وهل هي مقبولة ام ام لا.. اكذب حتى تصدق الكذبة ويصدقك الآخرون. وى تعبأ باتهاماتهم مهما كانت..
طرح غوبلز نظرية أصبحت أكثر ارتباطًا بتعبير الكذبة الكبيرة في مقال له بتاريخ 12 يناير 1941 بعد 16 عامًا من استخدام هتلر لأول مرة لهذه العبارة نُشر بعنوان: من مصنع تشرشل للكذب: «لا يعتمد سر القيادة الإنجليزية الأساسي على ذكاء معين.بدلًا من ذلك فإنه يعتمد على غباء غبي بشكل ملحوظ. يتبع الإنجليز المبدأ القائل بأنه عندما يكذب المرء يجب أن يكذب بشدة ويلتزم بالكذبة. إنهم يواصلون أكاذيبهم، حتى مع المخاطرة بالظهور بمظهر السخيف.
ونظرية الكذبة الكبرى هذه استخدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ ضد بايدن الحالي..وطبق المنهج النازي مروجا أن الانتخابات سرقت منه من خلال عمليات تزوير واسعة النطاق..وكاد أو اقترب من أحداث فتنة لا تزال جمراتها ملتهبة على الساحة الأمريكية ..
ونتنياهو ربيب وحليف قوي لترامب وتجمعهما كيميا الكذبة الكبرى النازية .. بدأ نتنياهو حملته لمواجهة طوفان الأقصى بأكبر كذبة..سوقها للقادة الغربيين والبيت الأبيض بكل أركانه..كذبة رؤوس الأطفال المقطوعة على يد حماس مشفوعة بصور وفيديوهات مفبركة كما تأكد بعد ذلك حتى اضطر البيت الأبيض إلى التراجع عن الكذبة وقال بايدن أنه لم ير رؤوسا للاطفال مقطوعة ولكنه سمع من قادة إسرائيل!
ومجزرة نوفا أو الحفل الموسيقي إياه ايضا كانت كذبة كبرى الصقوها بقادة حماس الشرفاء..وبعد أسابيع من الحرب تكشف التحقيقات الأمنية الصهيونية أن المجزرة ارتكبتها طائرات نتنياهووان السلاح المستخدم لا تملكه المقاومة التى لم تكن تعلم اصلا بالحفل.
فقد صدرت الأوامر من نتنياهو وأركان حربه إلى طائرات الأباتشي
والمدفعية لتقتل بشكل أعمى بلا تحديد للأهداف مما تسبب بقتل مئات الصهاينة في لحظات وألصق هذه الوحشية بمقاتلي حماس وأخبر واشنطن والعالم بالأكذوبة وسارت الأمور بعدها على أساس أكذوبة خطيرة اكتسب بنتيجتها تأييد ودعم رؤساء دول وخصوصا الأمريكي بايدن وحكومات بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها .فقد أظهرت تقديرات المؤسسة الأمنية الصهيونية :أن حمـ.ـاس لم تكن على علم بمهرجان نوفا!واستند التقدير على التحقيقات التي أجرتها الشرطة الصهيونية والذي أظهر أن هؤلاء كانوا يعتزمون الوصول إلى كيبوتس راعيم والكيبوتسات المجاورة وبحسب مصدر في الشرطة الاسرائيلية فقد أظهر التحقيق في الحادثة أن مروحية حربية تابعة “للجيش الإسرائيلي” وصلت إلى المكان من قاعدة رمات دافيد، أطلقت النار على المهاجمين وأنها أصابت أيضاً عددًا من المشاركين في الإحتفال.
كما كشف الصحفي الأمريكي ماكس بلومنتال بالتفصيل كيف قصف جيش الاحتلال البيوت في كيبوتس بئبري بالمدفعية ومهرجان نوفا بالأباتشي لتصفية المقاتلين من حماس يوم 7/10/2023 فقتل معهم مواطنيه وأحرقهم ومن بينهم طفل استخدمت صوره جزء من الدعاية الإسرائيلية.وقال الصحفي الأمريكي أن إمراة شاهدت وشهدت بما رأت للإذاعة الإسرائيلية بأن الأباتشي هي التي قتلت المحتفلين وليس حماس ومع ذلك لم يصغ أحد للحقيقة بل وعكسوها واتهموا حماس .
وتوالت بعدها الأكاذيب الكبرى واحدة تلو الأخرى..ولم يؤثر اي شيء في نتنياهو وحكومة المتطرفين معه افتضاح أمر الكذب على العالم وعلى اليهود أنفسهم من قبل.
من الاكذوبات الكبيرات التى سقطت الأخلاق الغربية وما يدعونه من مبادئ للديموقراطية وشعارات حقوق الإنسان غاصت وغاصوا معها في الوحل وفي بئر التمييز العنصري البغيض..نجح نتنياهو بأكاذيبه الكبرى أن يجر قادة كنا نظنهم كبارا إلى تلك المستنقعات العفنة ولم يجدوا حرجا في اعلان الولاء وكامل الدعم والخضوع لسلطان الصهيونية وسيوفها الانتخابية الماكرة الخادعة..
ولم يجدوا أدنى حرج في تأكيد ازدواجية معاييرهم في الحكم على الموقف الوحد أو المتشابه بالشيء ونقيضه.. لعل آخرها منذ يوم عندما سئل المسئول الاوربي الكبير بوريل عن رأيه فيما ترتكبه إسرائيل من فظائع في الحرب على غزة وقتل الاطفال والنساء وهل يعد ذلك جريمة حرب.فأجاب .. انا لست محاميا والمحكمة الجنائية الدولية هي من تقرر.في نفس اللحظة سأله المذيع النابه عثمان اي فرح وما رأيك فيما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر؟ فرد على الفور أنها جريمة حرب بالتأكيد.. فسأله المزيع لماذا حكمت بذلك وانت لست محاميا كما قلت عند السؤال عن إسرائيل وجرائمها ؟!!
من الكذبات الكبرى التى سقطت ايضا الصورة الديموقراطية والاستقلال ودولة المؤسسات والحكم للشعب وغيرها من شعارات صدعوا بها الرؤوس وإذ بنا نصحو على صورة فظيعة لتغلل النفوذ الصهيوني وتحكمه في الإدارة الأمريكية المعاصرة..وهو أمر لم يكن بهذه الصورة الفجة بل إن القادة الأمريكيين الكبار يحذرون من الخطر اليهودي وتغلغله حتى أن بعض الرؤساء الاوائل ومنهم تيودور روزفلت كان مصرا على النص في الدستور على إبعاد اليهود وعدم السماح لهم بالتسلل إلى مراكز السياسة الأمريكية ..
في العصر الحديث كان الرئيس نيكسون فطنا وحذرا من يهودية وزير الخارجية الداهية الماكر هنري كيسنجر..وكثيرا ما كان يكبح جماحه من التمادي في التماهي مع المطالب الإسرائيلية.خاصة في المفاوضات العربية الإسرائيلية ومع مصر على وجه الخصوص. وهي أمور اعترف بها كيسنجر نفسه وسجلها من ارخوا لمسيرة ودور كيسنجر في المكر والمراوغة وخير شاهد على ذلك ما سجله مارتن انديك في كتاب سيد اللعبة عن هنري كيسنجر.. ودوره في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وكيف استطاع فرض رؤيته لا حرب ولا سلام .. وتظل الأمور تجري في إطار التهدئة بينما تستمر اسرائيل في تنفيذ خططها التوسعية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية خطوة خطوة.. ولعل المنطقة تدفع ثمن تلك الكذبة الكبرى بأن امريكا هي وسيط السلام في المنطقة..
الان الأمور على مصراعيها بلا مواربة ولا كذب.. سداح مداح لا تكاد تعرف ما هو امريكي مما هو صهيوني يهودي لا في البيت الأبيض ولا في الإدارات الأمريكية المختلفة بدء من الخارجية وحتى الدفاع مرورا باشياء أخرى كثيرة في الاعلام والمؤسسات التى يصفونها بالديمقراطية أو المؤسسة والحماية للديموقراطية وحقوق الانسان..
الرئيس لم يقف عند حد القول بأنه لو لم اكن صهيونيا لوددت أن أكون صهيونيا.. ولكن تجاوز كل خيال بالقول لو لم تكن اسرائيل موجودة لاخترعناها..وحالفه حظه العاثر أن يحاط بمسئولين صهاينة بامتياز وأعضاء في الحزب الحاكم وفي الولايات وداخل صناديق الاقتراع..
وهو وضع نادر الحدوث في الإدارات الأمريكية صحيح هناك تأثير قوي للوبي الصهيوني لكن لم يصل إلى هذه الدرجة من التماهي مع الموقف الصهيوني .. وفي ظل انتهاك واضح لكل قواعد وأصول اي عمل قانوني أو أخلاقي أو دبلوماسي أو وفق اي تصنيف..حتى حينما يتكشف للإدارة الأمريكية أنها وقعت في الفخ الصهيوني وأنه قد تم التغرير بها والكذب عليها وتم تزييف الحقائق ووضعها في موقف لا تحسد عليه..تتغاضى الإدارة عن ذلك وتغض الطرف وتبدي استعدادها لخدعة أخرى وشرب مقلب اخر ..
يحار المرء في معرفة من يقود من ومن يناصر من.. ومن صاحب القرار الحقيقي في الحرب هل البيت الأبيض .. هل نتنياهو وكابينت الحرب إياه.. من يقرر ادخال المساعدات أو منعها من يشدد الحصار أو من يدير العمليات على الأرض..من يتحكم في هذا العدد الرهيب من الطائرات التى لا تتوقف دقيقة واحدة عن القصف على مدار الساعة..ومن اين لها هذا المدد غير المحدود من القنابل الذكية والغربية على السواء والصواريخ الموجهة وغير ذلك من وسائل وأدوات التدمير والقتل والهدم للحجر والبشر على السواء بلا أي حرمة شرعية أو حتى إنسانية بطرق وآليات فاقت قانون اي غابة موحشة أو تعيسة ..
نتنياهو يعيش الآن ويستمرئ العيش في جلباب هتلر وجوبلز حتى وصفه بعض السياسيين بأنه مولع بحب الاستعراض والكذب في خطاباته وأنه شخصية تجمع بين ثقافة الكذب عند جوبلز وعنصرية ايان سميث في روديسيا وجان سموتس ودي كليرك في جنوب أفريقيا إبان أنظمة التمييز العنصرية البائدة وشخصيات التطهير العرقي في سفر يوشع بالعهد القديم الأمر الذي يؤهله تماما لاحتلال موقع فاشي نموذجي متقدم في التاريخ على حد وصف تيسير خالد عضو منظمة التحرير الفلسطينية..
عالم الأكاذيب يفرض على العرب والمسلمين وهم اكبر ضحاياه اعادة النظر في سياساتهم وتوجهاتهم والقيام بعملية فرز حقيقية للحلفاء والأصدقاء أو من يدعون ذلك..والخروج الآمن من دائرة الخداع الاستراتيجى والهوان غير المبرر..لعل وعسى ..
والله المستعان ..
megahedkh@hotmail.com