عامان مرا وأنا أحاول أن أشفى لكن كرابيج الذاكرة لا ترحم، أود أن أسامح لكني عاجزة أمام جراحي التي يفتقها وخز عبورك من جديد، أمام الجوع الذي اختمر في بطني، أكم من أياما مرت كنت أتقيء عصارة صفراء، -أنا أبنة الشبع- ما كنت أعلم أن الجوع وحده كاف ليحول الإنسان إلى وحش قادر على ارتكاب كل فظائع الأرض، القتل، السرقة، العهر، قادر على خلق فوضى مرعبة بالنفس.
عاجزة أمام الموت الذي كان ينضح من كل شبر في جدران الغرفة البائسة، أمام الأوهام التي امتدت كشجرة لبلاب غرست جذورها في نفسي ولفت فروعها حول عقلي، أمام الخوف الذي جعل رنين الهاتف سببا كافيا ليدخلني في نوبة هلع، أمام كل أشكال القبح التي تعرضت لها.
“لو كان السماح بيدي كنت سامحت، القلب الحاقد بينشع مر في الجوف وأنا شبعت مرارا”.