في الصف الخامس الإبتدائي كانت الآنسة تماضر معلمة العلوم ذات الوجه البشوش قوية الشخصية تقول أنها لاتحب الرجال لأنهم يصنعون لنا مجتمعا ذكوريا مقيتا لذا هي لم تتزوج وتخبرنا مرارا ألانسمح لرجل بالتحكم في حياتنا كالغبيات.
كانت تقول بأنها تحب الصراحة والشفافية وعادلة جدا .
لكنها حين وضعت لنا مراقبا للصف كان صبيا.
وحين حصلنا أنا وزميلي على درجة 99% في مادة العلوم أهدت لزميلي ساعة يد غالية الثمن وأهدتني دمية قبيحة محشوة بالقطن .
وعندما طلب منها المدير أن تختار قدوة للصف أختارت زميلي ابن معاونة المدرسة وعندما حزنت لعدم اختياري رغم أننا ننافس بعضنا في كل شيء قالت لي :
اخترت كمال لأنه أطول منك ولابد للقدوة أن يكون مهيبا، وأخبرتني ألا انزعج من الحق والشفافية .
وحين كبرت قابلت الكثير من أشباه الآنسة تماضر وتأكدت حينها أن زميلي الصبي لم يكن أطول مني ولكي تكون قدوة لابد أن تكون أمك معاونة وأن الشفافية غير موجودة إلا في فساتين جارتنا الشقراء التي كانت تحمل لنا طبق الحلوى كل مساء تحديدا بعد خمسة دقائق من دخول أبي للمنزل عائدا من عمله.