شباب هذا الجيل- لاشك- أنه يواجه تحديات مصيرية وحاسمة وصعبة, تحديات لم تمر بمثلها أجيال سابقة من الشباب, حين كانت القيم العريقة راسخة وفعالة والأمور مستقرة ومتفق عليها والمفاهيم متبلورة وبعيدة عن التيارات التى تهز مصداقيتها.
وباستقراء الواقع المعاش نلاحظ أن أهم مشكلة يعانيها شباب اليوم هو شعورهم بفقدان الدور الذى يمكن أن يلعبوه لإثبات الذات, وتحقيق المكانة, وبناء الثقة بينهم وبين واقعهم مما ينعكس سلبا على مجموعة القيم التى يمكن أن تشكل اتجاهات مضادة للمجتمع, ومن ثم فقدان المجتمع لأهم عناصره البنائية نتيجة سوء استغلال وتوظيف امكانيات وقدرات الشباب.
فالمؤكد أن الفرد هو نتاج التفاعلات الاجتماعية داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية” الأسرة- المدرسة – دور العبادة – وسائل الإعلام” دون تجزئة وأهمية الاستجابة الاجتماعية هنا لمضامين عملية التنشئة انها تعلن عن اندماج الفرد وتفاعله مع المجتمع أو رفضه وانعزاله, ومن ثم انحرافه وتطرفه الفكرى أو السلوكى, وبالتالى انسحابه وتوقفه حول ذاته ورفضه للمشاركة فى بناء المجتمع.
والشباب فى أشد الحاجة إلى حوار حر, ونقد بناء لدراسة وتحليل التحديات والمشكلات والهموم التى تؤرقه بهدف إيجاد وعى قومى شامل لإعداد كوادر شبابية فى جميع المجالات” أدبية- فنية – علمية” لنعبر بمستقبل الشباب وترسيخ قيم الانتماء والولاء للمجتمع.
ومن الواضح أن المنتديات الثقافية والفنية, وكذلك المسابقات والتى تنفذها قطاعات الشباب المختلفةتسعى بدأب إلى إيجاد الكوادر الفنية والثقافية لدى الشباب وتشجيعهم على ممارسة مواهبهم وإبداعاتهم فى المجالات المختلفة, ولكننا نريد من هذه الجهات أن تهتم بشبابنا طوال العام وخصوصا خلال أجازة الصيف, فمن الملاحظ أن هذه المسابقات تتم خلال الدراسة وتتوقف خلال الأجازة التى لابد أن يسغلها الشباب فى تنمية مواهبهم بدلا من الوقوع فى تيارات أخرى, ونحن جميعا نعلم ماهى.
لم تكن هزيمة 5يونيو 1967 بأسوأ ماحدث لنا فى تاريخنا المعاصر, وإن كانت مصدر كل الأزمات التى نراها منذ ذلك اليوم وحتى الآن.
الهزيمة الحقيقية هى فى عجزنا عن الاعتراف بها ومعالجتها, فلم نقف فى اليو م الأخير من الحرب, ونردد معترفين بأننا خسرنا الحرب.
لم نمنح خيارات أخرى لتصحيح مكامن الخطأ, على العكس من ذلك تماما, استمرت الحياة كما كانت تدور قبل الخامس من يونيو فى نظامنا السياسى والإعلامى والتعليمى وكل العجلة التى تدير حياتنا.
سبعة وخمسون عاما مرت, ولم يتغير كثير فى نظام الحياة فى العالم العربى حتى اليوم, فاستمرت الهزيمة, وترسخت فى حين أن الأمم المهزومة عادة تمر إما بتغيير كامل كما حدث لليابان وألمانيا, أو تصحيح داخلى كما شهدت روسيا حديثا.
فى الوقت الذى نعيش فيه أجواء امتحانات الثانوية العامة المشحونة يبدو أننا لسنا الوحيدين الذين نعانى ونواجه هذا المأزق, فهماك العديد من التجارب الصعبة لاختبارات القبول التى تؤهل لدخول الاجتماعات فى مختلف دول العالم ربما أصعبها امتحان” الجاوكاو” فى الصين والذى خاضه أكثر من 13 مليون طالب هذا العام , وانعقد على شكل سلسلة من الامتحانات كل منها مدته ساعتان على مدار يومين, وسط أجواء من التوتر الوطنى, حيث علت أصوات أولياء الأمور وهم يصلون من أجل تفوق ابنائهم, بينما ارتدوا اللون الأحمر رمزا للنصر, أما الامتحان الموازى للثانوية فى كوريا الجنوبية فيصيب كل أوجه الحياة بالشلل على مدار يوم كامل تأهبا ودعما للطلبة الذين يخوضون الامتحان على مدار 8ساعات متتالية, والتجربة الغربية بالنسبة للجامعات تختلف فى الغرب عن الشرق, فهناك عزوف أمريكى عن دخول الجامعات التى تبلغ مصروفاتها عشرات الالاف من الدولارات, وهو مايستدعى حصول الطالب على مجموع كلى مرتفع لضمان منحة دراسية توفر جزءا من المصروفات الباهظة, إلا أن عامة المواطنين يفضلون الحصول على العمل بعد الانتهاء من المدرسة العليا, نظرا لأن المجتمع الأمريكى يعتبر الشهادة الجامعية اختيارا شخصيا ولايؤثرعلى مكانة الفرد أو تقدير المجتمع له, أما بريطانيا فتتجه بقوة نحو التعليم المهنى, لحاجتها الماسة لأيد عاملة ماهرة خاصة بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبى.
فى مثل هذا اليوم من عام 1879تم خلع الخديوى إسماعيل من حكم مصر وتعيين محمد توفيق, وفى 26 يونيو 1892ولدت الأديبة الأمريكية بيرل بك, وفى نفس اليوم من عام 1945 تم توقيع ميثاق هيئة الأمم بسان فرانسيسكو, وفى عام 1960 أعلنت مدغشقر استقلالها تحت إسم جمهورية ملاجاش, بينما فى عام 1960 أعلن استقلال الصومال البريطانى.