◦ هيا بنا هذه الجمعة ننطلق نحو محاولة ضبط أحد الأولويات داخل نفس كل إنسان والتى يولد ببعض صفاتها الوراثية ويكتسب البعض الآخر تدريجيا فى مراحل حياته ، ألا وهى شخصية كل إنسان التى يتسم بها بخصوصيته وتؤثر وتتأثر بالبيئة المجتمعية الفاعلة سواء مع الأفراد أو فى المواقف.
◦ لقد توسعت معظم العلوم وخاصة علم النفس وعلم الاجتماع فى تفسير وتحليل شخصية الإنسان ، وتعددت التقسيمات والأنواع والأنماط والسمات … ولعدم التشتت سنركز معاً على نمطين فقط وهما الشخصية الإيجابية والشخصية السلبية.
◦ فلو نظرنا إلى الشخص الذى يتمتع بالشخصية الإيجابية نجده واقعى ، ولا تنتهى أفكاره ، ولديه حل لكل مشكلة ، ويتحدث عن نقاط القوة لمن حوله ويقدر لهم مواقفهم العطرة معه ومع غيره ويتحاكى بها ، ويهتم بمزايا الأشياء ، ويشارك ويساعد من حوله ، ولديه آمال وطموحات لا تنضب أبداً ، ووجهه بشوش ، ومخلص ، ويستمع للآخرين ، ولديه قيم راسخة ، وعزيز النفس ، مما يجعله فى حالة من السلام والاستقرار الداخلى ، وراضى بما قسمه الله له بعد الأخذ بمختلف الأسباب الدنيوية المتاحة ، وهو قادر على نقل الهدوء والطمأنينة لمن حوله فى أحلك المواقف.
◦ أما صاحب الشخصية السلبية نجده يضع مشكلة فى أى حل ، ولا تنهى أعذاره ، ويتحدث عن نقاط الضعف لمن حوله ويحتفظ بمواقفهم السيئة ، ويهتم بعيوب من حوله ويتحاكى بها ، ولا يشكر ، ويتصف بالكذب ، ولا يشارك ولا يعاون ، ويشتكى دائما من كل شىء ، ويلوم غيره ، ويعيش فى دور الضحية ، ويسبب المشاكل لنفسه ولغيره ، ويسعى بمبدأ (الأنا) فهو من وجهة نظره أنه الصح والنموذج فى كل شيء ، وهو المظلوم من الجميع، ولا يرى إلا نفسه.
◦ بعد هذا التوضيح الموجز عليك أن تختار شخصيتك .
◦ وللعلم يمكنك التعديل والتطوير والتدريب لتكون إيجابى من خلال بعض التصرفات أهمها الدفع الذاتي لتحويل مختلف أحاديثك إلى مزايا لمن حولك ، والإنخراط بجرأة فى المجتمع ، وفتح المشاكل واحدة تلو الأخرى فإن فشلت فستكتسب خبرة وإن نجحت فستصبح قائداً وتقود حلول باقى المشاكل قدر إستطاعتك ، وإبتعد عن من يعكر صفو حياتك ، وتمتع بقسط من الإسترخاء لتعزيز الصحة النفسية، مع تركيز إهتماماتك على تقوية نقاط القوة لديك و دحض وتعديل نقاط الضعف ، والتفكير فى حلول واقعية للمشاكل فالدنيا ماهى إلا مشاكل متراكمة نحاول حلها ومشاكل جديدة تتزاحم وتتداخل وتتفاعل مع ما قبلها لتضيف أعباء ثقيلة وهذه حكمة الله فى الأرض لكى يتم الإختبار لكل إنسان على حدة إستعدادا ليوم القيامة ، فلا تجزع ، ولا تمل ، ولا تهتز ، ولكن كن قوياً ، صاحب همه ، مخلص ، عزيز النفس ، ومفكر ، لكى تتجاوز تلك المشاكل وتجد لها الحلول أو على الأقل تتجنبها وتقلل من أثرها.
◦ فكن إيجابى وتخلص من التراكمات السلبية فى حياتك … فإن فرص الحياة النفيسة لا يملكها إلا الشخصيات الإيجابية والباقى لايتعدوا سوى مشاهدين . كن إيجابى ترى كل شيء حولك مختلف عن رؤية الآخرين .
◦ فإن الإيجابى يصنع الأحداث ويتحكم فيها ، والسلبى تصنعه الأحداث وتأخذ منه الكثير .
◦ وأخيراً فإن كنت سلبيا ولن تعدل من شخصيتك فأنت الخاسر .
◦ جمعة طيبة مباركة عليكم أهل الخير .*