ما حدث فى العالم صباح يوم الجمعة قبل الماضى يثير قدرًا من الأسئلة الخطيرة، تتجمع فى سؤال محورى مفزع: هل صار مستقبل البشرية أسيرًا فى قبضة الفضاء الإلكتروني؟، نعم.. فحين تعطل ما يقرب من تسعة ملايين كومبيوتر فى أربعة أرجاء المعمورة بسبب خطأ صغير فى تحديث أجرته شركة أمن سيبرانى على برنامج حماية، تحول إلى سلسلة متعاقبة من الأعطال فى نظام تشغيل ويندوز، أصابت الحياة بالشلل فى مطارات وبنوك وشركات ومؤسسات وبورصات ومطاعم ومستشفيات ومراكز اتصال..إلخ، وخسر العالم 300 مليار دولار فى 24 ساعة فقط!
يا ترى ما الذى يمكن أن يحدث لو تعطلت «نظم التشغيل» أيامًا أو أسابيع أو شهورًا؟، سواء كان العطل مصادفة أو عملاً إجراميًا منظمًا؟
قولًا واحدًا.. يعود العالم إلى الوراء، تحديدًا إلى منتصف القرن العشرين، وربما إلى بداياته، فبدون ملايين المعلومات المخزنة على السيرفرات والهاردات سيبدو العالم مثل سائح تائه فى الصحراء الإفريقية الكبرى، فى ليلة معتمة، عليه أن يعتمد على النجوم فى تحديد الاتجاهات والمسارات.