…ثم تعبر إلى غياهب النسيان..
من تلك الزاوية الضيقة..
أو من أوسع الأبواب..
لتسقط خرافة (أنك تاريخُ هؤلاء)..
وأنك حضارة قلوبهم، المصنوعة من آلاف التفاصيل..
والأحاديث، والحكايا..
من زحام الملامح في قعر الذاكرة..
ومن عربدة الحنين بين الضلوع..
وها هم يا سيدي،،،
حذفوا التاريخ..
وغيَّروا جغرافية ظنونك..
ولم يتركوا لك، سوى هذه الأوراق الفارغة..
الفارغة تماما..
المزدحمة بالنسيان، والتجاهل..
المملوءة بكل هذا العدم..
ها هم خلعوا وجوههم المستعارة..
وقلوبهم المستعارة..
ومشاعرهم المستعارة..
وعادوا، ليرتدوا وجوههم المرعبة..
وقلوبهم الحجر..
ويلتحفوا ذلك النكران..
فأخبرني..
كيف تعود إلى هناك؟!..
وقد محوك من كل شيء..
حتى من رفوف الذكريات..
…ثم يموت هزيل اعتقادك (بأنك كنت شيئا عظيما)..
أما وقد أرهقتك كل أثقال السنين..
وأهلها..
وبؤسها..
فما الغريب أن يرديك خذلان واحد؟!..
لتعود إلى تلك الشوارع المظلمة..
، والحواري القديمة..
وغربة الوجوه..
تبحث عن نفسك..
عن وجه لم يعد لك..
وعن روح..
قتلها الفراق..
فتقسم..
أن البعض، يذوق الموت مرات كثيرة..
ثم يتابع السير بين الأحياء..
يحمل جثمانه دليلا على خطاياهم..
ووحده أيضا،،،
يحمل بداخله كل هذا الضجيج..
ثم….يبتسم..
يبتسم،،،
وكأن شيئا لم يكن..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..