لو أرادت إسرائيل أن تنهي حالة التوتر والغليان في المنطقة، لوافقت علي الفور علي البيان المصري – الأمريكي – القطري، وأعلنت التزامها بالموافقة علي ما جاء فيه، وأنها ملتزمة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
موافقة إسرائيل الواضحة والصريحة تنهي حالة الغليان في الشرق الأوسط، خاصة قبل الرد الإيراني المتوقع، الذي قد ينذر بحالة تصعيد غير مسبوقة قد تؤدي إلي تفاقم الأوضاع، والتهديد بإشعال حرب إقليمية طويلة المدي غير محسوبة العواقب أو النتائج، ولا يمكن لأحد أن يكون لديه رؤية حاسمة بشأنها، ومدي استمراريتها ونتائجها المباشرة وغير المباشرة.
أعتقد أن البيان المصري – الأمريكي – القطري هو بمثابة طوق انقاذ لكل الأطراف خاصة في ضوء إعلان وفد إيران في الأمم المتحدة في تصريحات صحفية بأن إيران سوف توافق وتدعم موافقة المقاومة الفلسطينية.
كالعادة تكمن الأزمة في الموقف الإسرائيلي المتعنت والمراوغ والذي لا يزال يراوح مكانه بشأن التوصل إلي اتفاق وقف إطلاق النار، ويتقدم في هذا الشأن خطوة واحدة للأمام، ثم يعقبها بالتراجع عدة خطوات إلي الخلف، كما فعل مع خطة بايدن التي هي بالأساس خطة إسرائيلية، ثم تراجع نيتانياهو عنها، وأضاف إليها شروطا تعجيزية جديدة خضوعا للعناصر المتطرفة في حكومته وخاصة ستموريتش، وبن غفير، اللذين يهددان بسقوط الحكومة في حالة موافقة نيتانياهو علي أي اتفاق لوقف إطلاق النار.