كيف تتحقق علمية النقد؟
يجيب عن ذلك السؤال العلامة الراحل د.شكري عياد بقوله، الذي نوافقه عليه تماما، وهو الفيصل -في تقديرنا بين القارئ العادي، كما أشارت إليه فرجينيا وولف في كتابها ”القارئ العادي”، والناقد الممارس- يقول عياد:
“إن مفهوم “الذوق’ – على الرغم من مكانته الجوهرية في النقد الأدبي – لم يُحلَّل تحليلا علميا من قبل النقاد حتى الآن. لقد قبلوا – ببساطة – الأفكار الشائعة في علم النفس، من الحديث عن “الملكات” إلى الحديث عن القدرات العقلية وأثر التدريب فيها؛ ولم ينظروا إلى الذوق على أنه وظيفة معرفية مرتبطة بوجود الإنسان، وأن الأدب هو التعبير الأهم عن هذه الوظيفة، ومن ثم فعليهم – لا على غيرهم – أن يبحثوا عن شروطه ويستكشفوا أبعاده. فبدون هذا البحث لا يكون النقد علما”.