هناك آفة من الآفات الخطيرة التي لو ابتلي بها إنسان دمرته وأصبح منبوذا بين أهله وخطرًا عليهم والمحيطين به ولو انتشرت بين فئات المجتمع خاصة الشباب أوهنته وغيبت عقله وضاع مستقبل هذا الوطن لأنهم عماده في تقدمه وهذه الآفة المدمرة هي آفة تعاطي المواد المخدرة بكل أنواعها والتي هي السبب الرئيسي والدافع المحرك وراء معظم جرائم القتل والاغتصاب والتحرش والسرقة وحتى حوادث السيارات ومصرع الأرواح الأبرياء تحت عجلاتها وغيرها من الجرائم التي يقوم بها أصحابها وهم تحت تأثير المخدرات؟
ونجد أن معظم الجرائم التي نشرتها وسائل الإعلام يكون معظم أبطالها من متعاطي المخدرات ومنها الشاب الذي قتل أمه في منطقة المنيرة الغربية وكشفت التحقيقات عن أنه كان بارًا بوالدته إلا أنه عرف طريق المخدرات وتحول من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار حتى سفاح التجمع الذي قتل 3 فتيات وتم تحويله أوراقه إلى فضيلة المفتي الأسبوع الماضي للحكم بإعدامه وكشفت التحليلات أنه كان يتعاطى مخدر الآيس وهناك من المشاهير في مجالات الفن وكرة القدم وغيرها الذين سلكوا طريق التعاطي لم يجنوا من وراء ملذاتهم الوهمية غير الضياع ومنهم من عرفوا طريق السجون وهذا ما نقرأه الآن على صفحات الجرائد بسبب هذه الآفة المهلكة عافانا الله وعافا أولادنا منها جميعا.
ورغم الجهود التي تبذلها أجهزة وزارة الداخلية في ملاحقتها للقبض على من يتعامل مع هذه السموم إلا أن هناك من يفلت من العقاب بسبب خلل في الإجراءات أو يحكم عليه بعقوبة مخففة ويخرج يستمر في تدمير صحة أولادنا ومستقبلهم ويهدمون الأسر والآن جاءت الفرصة للقضاء بنسبة كبيرة على هذه الآفة الفتاكة حيث وافق مجلس النواب على مشروع قانون بتعديل قانون الإجراءات الجنائية حيث لابد من تغليظ العقوبات إلى أقصى حد على كل من يثبت عليه أنه ينتج أو يتاجر أو ينقل أو يتعاطى أو يحوز أي مواد مخدرة وعلى السادة القضاة الأجلاء عدم الرأفة بأي شخص تثبت عليه أي من هذه التهم وعلى السادة الأفاضل المحامين أن يعلموا أن أي أموال محصلة من الدفاع عن هؤلاء الأشخاص وهم يعلمون أنهم ارتكبوا أي من هذه الجرائم فهي أموال حرام.
ويجب على كل الوزارات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني وسائل الإعلام تكثيف البرامج لتوعية الشباب والمواطنين بخطورة المخدرات عليهم وعدم الانزلاق في هوة الإدمان وعلى وزارتي التربية التعليم والتعليم العالي وضع ذلك في المناهج التعليمية وتخصيص حصص ومحاضرات للتوعية من أخطار وهلاك المخدرات بكل أنواعها وذلك حماية لصحة شبابنا والحفاظ على أمن الوطن.