“مصر لن تسقط أبدا، وستظل عظيمة بين الأمم” كانت تلك الكلمات من أبرز ماكان يؤكده المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق الذى كان الحصن المنيع ضد المؤامرات التى كانت تحاك ضد مصر, وكان بحنكته وحكمته بمثابة طوق النجاة للوطن فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011 عقب توليه إدارة شؤون البلاد بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحى الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك.
رحلة عطائه فى خدمة العسكرية المصرية والذود عن الوطن امتدت إلى أكثر من نصف قرن, وكان رمزا مضيئا للعسكرية المصرية والعربية, بل فى العالم أجمع, واتسمت مسيرته العظيمة بالبطولة والوطنية الشديدة عبر العديد من الحروب التى خاضها, ومواقفه وبطولاته فى الفداء والتضحية ضربت أروع المثل للمصريين الشرفاء.
وعرفانا بالجميل وبدور المشير كقائد وطنى يخلده تاريخ مصر, أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى إطلاق إسم المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق الذى وافته المنية صباح يوم الثلاثاء 21 سبتمبر على قاعدة الها يكسبت العسكرية تقديرا واحتراما لدور هذا الرجل العظيم فى تاريخ مصر.
أكثر من خمس حروب خاضها المشير الراحل كانت جميعها بمثابة علامات فارقة فى تاريخ الوطن الحديث, لن أنسى عندما سمعته فى حديث له وهو يتمنى الشهادة دفاعا عن الأرض والعرض, ولن أنسى قلبه الأبوى والحنون فى دعم الجنود من أبناء مصر عندما حرص على الوجود بين أبنائه لرفع حالتهم المعنوية فى ميدان التحرير, وتحدث مع أحدهم قائلا له: “أنت خايف واللاإيه متخافش مفيش حد يقدر يوقع مصر.إحنا نموت شهداء ولا تسقط مصر. مصر محتاجا لنا”.
فى حياة المشير الراحل, ذلك الفتى النوبى علامات مضيئة سيخلدها التاريخ, نستذكرها لتكون دروسا للأجيال فى معنى الوطنية والفداء والتضحية.
المشير طنطاوى الذى ينتمى إلى محافظة أسوان مسقط رأسه لأسرة نوبية, ولد فى 31 من أكتوبر بحى عابدين بالقاهرة, وعندما أتم دراسته التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها فى الأول من أبريل عام 1956, واستكمل دراسته الحربية والتحق بكلية القادة والأركان.
كان المشير طنطاوى قائدا استثنائيا, واسما من ذهب, يعرفه الصغير قبل الكبير, تصدر المشهد 21عاما قائدا عاما للقوات المسلحة, ومسئولا أساسيا للتصدى لأى تهديدات تمس أمن واستقرار الوطن, وتتلمذ على يديه العديد من القيادات الوطنية والعسكرية البارزة التى خلدت إسمه بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية, وتركت المعارك والحروب التى خاضها أثرا كبيرا فى شخصيته, حيث اعتاد الاستماتة فى الدفاع عن مصر وأمنها القومى مهما تتعدد التحديات, وخير مايعبر عن ذلك قوله لرجال الجيش الثالث الميدانى حين زار قيادته فى 10 ابريل 2011 بحسب فيديو صادر عن إدارة الشئون المعنوية , حيث قال:” أنا حاربت 4أو 5حروب من سنة 1956, وفى وقت من الأوقات كان نفسى استشهد والله العظيم تلاتة وربنا أراد أن أحيا. الشظايا فى جسمى لحد دلوقتى لكن أنا ماسك نفسى عشان مصر”.
ولم يكن المشير طنطاوى محبا للظهور كثيرا للحديث إلى الرأى العام , إلا أنه وجه رسائل حاسمة للشعب المصرى فى أعقاب موجة عدم الاستقرارالتى حدثت خلال عام 2011 حيث قال خلال زيارة إحدى المنشآت العسكرية يوم 11نوفمبر 2011 فى كلمة قصيرة أذاعتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة فيما بعد:”المراد هو مصر, ومصر هتستمر شعلة الوطنية والقومية والأمن والأمان فى المنطقة كلها”.
كما اعتاد المشير طنطاوى أن يتابع الأمور عن كثب, وكانت اللحظة التاريخية الحاسمة حين نزل إلى الشارع المصرى فى أعقاب الانتفاضة التى اندلعت لتغيير الواقع المصرى فى نهايات حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك, إلا أن إحدى أكثر اللقطات إنسانية للمشير حين ذهب إلى الجنود فى الشارع, حيث كان يعلم حجم التحديات والأعباء التى كلفوا بها , وقال لأحد المجندين:” مصر محتاجالنا”.
وعقب خروجه من الخدمة أصبح مستشارا لرئيس الجمهورية, وحرصت القوات المسلحة على تكريمه أكثر من مرة, كما أطلق أسمه على خريجى الدفعتين 112حربية و47 للمعهد الفنى للقوات المسلحة, وخلال مسيرته العسكرية نال نحو 23وساما ونوطا وميدالية عسكرية أبرزها نوط الشجاعة العسكرية, ونوط الخدمة الممتازة, وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام تحرير الكويت وغيرها.
- لم يتوقف الكثيرون أمام خبر انتهاء اتفاقية” البترودولار” التى ربطت سعر وبيع البترول بالدولار منذ يونيو 1974 والتى انتهت فى 10 يونيو الماضى بعد انتهاء 50 عاما من توقيعها, ولاأحد يعرف هل سيتم تجديدها أم لا؟ طبعا توقيع هذه الاتفاقية كانت من آثار بذل المصريين والسوريين لدمائهم فى حرب 6أكتوبر 1973 التى رفعت أسعار النفط والثروة العربية إلى مستويات غير مسبوقة فى التاريخ, لذلك بدأ التحرك الأمريكى للاستفادة من ذلك!
- حتى لاننسى: 17 سبتمبر 1978 تم توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل, وفى 18 سبتمبر 2022 اعتلى الأمير تشالز(74 عاما) عرش بريطانيا ليصبح الملك تشارلز الثالث بعد وفاة والدته الملكة اليزابيث الثانية بعد أن حكمت 70 عاما, وتشالز كان التالى فى ترتيب العرش منذ أن كان سنه 3سنوات, مما جعله الوريث الأطول والأكثر استعدادا لتولى العرش فى التاريخ البريطانى.