قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
والفاسق هو الخارج من حدود الله عز وجل والخارج عن طريق الحق وهو اعم من الكفر ولعياذو بالله وهذه الاية الكريمة تحثنا كمسلمين على التحرى وعدم قبول اى قول حتى نتثبت ونتحقق من صدقه اولا ولا نردد ما سمعناه مثل البغبغانات
كم هى الاحكام التى نصدرها ونطلقها على الناس بمجرد سماع كلمة من هنا او هناك كم تقطعت اواصر وروابط وتفككت اسر وتباعدت من قربات وتحولت المحبة والمودة الى عدوات والقرب الى بعد والالفه والمودة الى جفوة وغلظة نتيجة كلمات سمعها الشخص عن اخيه ولم يتبين او يتحقق منها اصادقه هى ام كاذبة
وخاصة هذه الايام والواقع ان الناس فيها يشهدون تساهلا كبيرا فى نقل ما يسمعون من احكام وفتاوى واخبار واحداث واشاعات وقول الزور على العلماء والزعماء والمشاهير او حتى عامة الناس دون تروى وصدق وتحقيق من الاقوال وكلما كثر جهل المتحدث وقل ورعه كان اشد تاثيرا فى نفوس الناس
كم من اخبار تناقلناها عن الحياة الشخصية او الخاصة للاشخاص دون تمحص او تاكيد وكم رمينا اخرين بتهم وجزمنا بوقو عهم فى الاخطاء ثم يتبين بعد ذلك اننا لم نعى ماسمعنا واننا تجاوبنا مع عواطفنا ومشاعرنا دون ان نتثبت وفق المنهج القرانى ولم نعمل بقول الله عز وجل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين
وللاسف ان هذا الوضع الذى نهانا عنه الله عز وجل فى كتابة الكريم بدء يؤثر فى المجتمعات ككل ولم يقتصر على الافراد او الاسر بل امتد ليضرب المجتمعات ويكون سببا فى تدمير الدول وهو ما يطلقون عليه الان حروب الجيل الرابع والخامس وسلاحة اطلاق الاشاعات المغرضة والغير صادقة والتى تنتشر بين الناس كالنار فى الهشيم فيقع المحظور وترتبك الامور ويتوة الناس بين الكذب والحقيقة فيكون الصدام الحتمى والانهيار الحقيقى دون حروب مسلحة
وديننا الحنيف عالج هذا الداء من 14 قرن مضت ونهانا عن تصديق اى كلام او اشاعات او اقوال او افعال حتى نتبين الحقيقة والصدق من الكذب والبهتان حتى لا نندم على مافعلنا فليس كل ما يقال هو حقائق ثابتة نجزم بصحتها دون دليل او برهان
لا تصدقوا الاشاعات وتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ولن يفيد الندم بعد الحدث
اتقوا الله فيما تقولون او تفعلون او تصدقون
مش كده ولا ايه