“الخيانه العاطفية مش مجرد لحظة ضعف أو خطأ عابر، دي أكتر من كده بكتير. هي مش مجرد خيانة لجسد أو لمجرد مشاعر وقتية، دي خيانة للثقة، والوقت، والأمان اللي بنبنيه بيننا وبين الشخص اللي بنحبه. لما شخص يحبك ويثق فيك ويفتح لك قلبه، ويلاقي في يوم من الأيام إنك خذلته أو قلبك مش معاه زي الأول، ده مش بس بيكسر في العلاقة، ده بيكسر في كرامته وحسه بالأمان في الحياة.
الخيانه العاطفية مش دايمًا بتظهر بشكل واضح. أوقات بتبدأ بتصرفات صغيرة، زي الاهتمام الزائد من الطرف التاني لحد ما يلاقي نفسه ابتدى يميل لشخص تاني، أو يعيد بناء علاقة عاطفية مع حد تاني. أوقات بتبدأ بحوارات جانبية، أو مجاملات بزيادة، لحد ما يتحول الأمر لحالة عاطفية بين الطرفين. ودي بداية الخطر.
اللي بيحصل في العلاقات دي إن كل طرف بيفقد الإحساس بالأمان اللي كان عايش فيه. مش بس الشخص اللي خُدع، لكن كمان اللي خان مش بيكون مرتاح. مش بس لأنه بيحس بالذنب، لكن لأنه بيحس إن الثقة اللي كانت موجودة بينه وبين الطرف التاني بقت كأنها كانت مجرد سراب. وبالطبع، مش دايمًا بترجع العلاقة زي ما كانت، في كتير من الأحيان بتخلف جروح عميقة ما بنقدرش نغطيها بسهولة.
من واقع الحياة، كتير من العلاقات بتبقى مهددة بسبب الخيانة العاطفية، وبيكون الصعب أحيانًا بناء الثقة تاني بعد ما تنكسر. لكن في الوقت نفسه، في ناس تانية بتتعامل مع الخيانة كأنها درس. وبيكونوا أكتر حذرًا من الناس اللي يدخلوا حياتهم بعد كده. كلما زادت الخيانة، زادت الحواجز اللي بنحطها حوالين أنفسنا، وده مش دايمًا بيكون حل، لأن في النهاية، لازم نتعلم إن الثقة مش حاجة سهلة ترجع، لكنها أساسية عشان العلاقة تفضل قائمة.
محتاجين نفهم إن الشخص لما يخون عاطفيًا، مش بس بيخون الشخص التاني، بيخون نفسه قبل أي حاجة تانية. لأن الحقيقة هي إنك ما تقدرش تحب بصدق وتخون في نفس الوقت. الحب مش مجرد مشاعر وعواطف، الحب هو أفعال، هو احترام، هو تواصل، هو أمان. لو الحب مش مبني على دول، بيكون هش، وبيسهل جداً كسره.
في النهاية، الخيانة العاطفية مش بس خطأ في العلاقة، هي خيانة للقيم والمبادئ الإنسانية. لما تعطي قلبك لشخص، لازم يكون عنده نفس المستوى من الاحترام والتقدير. ولو يوم من الأيام خانك، خلي بالك إنك مش أقل، وخيانة الشخص ليك مش بتحدد قيمتك. بس إوعى تنسى أنك تستعيد نفسك، وقيمتك، وتعرف تقدر تواصل الحياة بعد أي خيانة، لأن في النهاية، أنت تستحق أن تُحب بصدق وأمان.”
#عماد_بكير