لا شك أن الحرب التجارية التى أشعلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسبب فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية من كل دول العالم بنسب تتراوح ما بين 10% إلى 125% خاصة ما بين دولتى الصين وأمريكا سوف تلقى بظلالها السلبية على اقتصاديات دول العالم ما بين ركود وتضخم وبطالة وارتفاع الأسعار كما يترتب عليها تغيرا جذريا فى خريطة العالم الاقتصادية وفى موازين القوى الدولية، وسوف تتأثر بها دول الوطن العربي. ولتفادى سلبيات هذه الحرب التجارية قدر الإمكان على المنطقة العربية أصبح من الضرورى على الدول العربية والخليجية إحياء الحلم القديم، وهو تفعيل السوق العربية المشتركة، والبدء فورا فى تنفيذ تكتل اقتصادى عربى يتضمن إزالة الحواجز الجمركية، وإلغاء الازدواج الضريبي، وتوحيد الإجراءات الحدودية لتسهيل حركة التجارة عبر الحدود لتنشيط حركة التجارة البينية بين الدول العربية، وتعزيز التعاون فى مجال النقل البحرى واللوجيستيات والطيران والسياحة، وذلك وسوف يؤدى بالتبعية إلى دفع عجلة الصناعة العربية للأمام مما يزيد من معدلات النمو فى دول الوطن العربي، خاصة أن الدول العربية والخليجية تمتلك من الوفورات المالية والموارد الطبيعية والمقومات الزراعية والأيدى العاملة والخبرات والكفاءات، وذلك لإنتاج كل ما يحتاجه كل دول الوطن العربى دون الاعتماد على الغير، والتأثر بأى ظروف خارجية، حيث هذه الحرب الاقتصادية المدمرة التى لا يعلم مداها الا الله، ومتى تنتهى وربما تصل إلى حرب عالمية ثالثة لا قدر الله تحرق الأخضر واليابس.
