كتب عادل ابراهيم
التراجع الذي استمر لسنوات في إنتاج مصر من النفط والغاز الطبيعي قد يتوقف قريبا، إذ قال وزير البترول كريم بدوي في بيان الجمعة الماضية إن وزارته تستهدف الحفاظ على معدلات الإنتاج وإيقاف التناقص الطبيعي خلال الشهرين المقبلين، مرجعا ذلك إلى الجهود المبذولة لرفع إنتاجية الحقول.
وقف التراجع سيكون خطوة أولى فقط، إذ تتطلع الوزارة أيضا للعودة إلى زيادة الإنتاج تدريجيا عقب ذلك، وفقا للوزير. تعمل مصر ليس فقط على خفض فاتورة واردات الطاقة، بل لتصبح مركزا إقليميا قويا لتصدير الطاقة، . من المتوقع أن تصل فاتورة استيراد الطاقة إلى عبء يناهز 10 مليارات دولار للعام المالي المقبل، لكن الدولة تعتقد أنها تستطيع عكس مسارها على مستوى تجارة الطاقة وتحقيق 5 مليارات دولار من صادرات الطاقة بحلول نهاية العقد الحالي. وهذا من شأنه أن يرفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 8.0% بحلول عام 2030، صعودا من 5.8%.
في السياق- تأتي تصريحات بدوي في الوقت الذي تواجه فيه مصر فجوة متزايدة في إمدادات الغاز مع اقتراب ذروة الطلب خلال أشهر الصيف. وأفادت تقارير سابقة أن مصر تهدف إلى استيراد 155-160 شحنة من الغاز الطبيعي المسال في عام 2025 لسد الفجوة بين العرض والطلب. وتحتاج البلاد إلى نحو 6.2 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي المسال يوميا، لكن الإنتاج المحلي يساهم بما يقرب من 4.4 مليار قدم مكعبة يوميا فقط.
تعد المشاريع الجديدة وتعزيز الإنتاجية جزءا من الخطة، حيث تعمل وزارة البترول على الانتهاء من 15 اتفاقية استكشاف وإنتاج بقيمة 618.5 مليون دولار، بالإضافة إلى 12 اتفاقية جرى توقيعها بالفعل خلال العام المالي الحالي بإجمالي 631 مليون دولار، وفق ما نقلته جريدة المال عن بدوي. وفقا للاتفاقيات الـ 27، من المقرر أن يجري حفر 123 بئرا بمعدل إنتاج يبلغ 41 ألف برميل من الزيت الخام يوميا و1.4 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي.
حتى ذلك الحين، ستحتاج مصر إلى شحنات الغاز الطبيعي المسال لسد الفجوة ووحدات إعادة التغويز لمعالجتها. تدرس الحكومة استئجار وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة أخرى لتخفيف الضغط على الشبكة قبل الارتفاع المتوقع في الطلب على الطاقة خلال الصيف، على أمل تأمين ما يكفي من الغاز لتجنب العودة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وفق ما ذكرته مصادر لبلومبرج.
هذا من شأنه أن يرفع عدد سفن إعادة التغويز المتوقع أن تستقبلها مصر طوال أشهر الصيف إلى خمس، بعد وحدة “إنرجوس باور” التي وصلت إلى البلاد مؤخرا، و”هوي جاليون” التي ترسو حاليا في ميناء السخنة، والتي ستنضم إليها قريبا سفينة إنيرجوس إسكيمو، والتي ترسو حاليا في ميناء العقبة بالأردن، ووحدة إعادة تغويز عائمة أخرى تابعة لشركة بوتاش التركية المملوكة للدولة.