من أكثر الأكاذيب والافتراءات التي يلوكها أعداء وكارهو الزعيم الخالد جمال عبدالناصر أنه كان ضد الإسلام بل لم يكن مسلماً كامل الإسلام. رغم أنه كان حريصاً علي أداء الصلاة يومياً. وكان يصوم. وحج بيت الله الحرام ولم يحتس الخمور. ولم يكن ذا نقيصة أخلاقية كما جاء في تقرير الاستخبارات الأمريكية بعد وفاته. تعبت في البحث عنها!
كان ضد الشيوعية “الماركسية” لأنها لا تتفق مع الإسلام كما قال ذلك للقادة السوفييت في كثير من المرات واللقاءات.
وقال للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر عندما زار مصر في 25 فبراير 1967: إننا نعتز بإسلامنا فهو دين الرحمة والحرية والعدل الاجتماعي وقيمه طريق التقدم لنا. وأن هذه القيم الإسلامية السامية يحتاجها العالم حتي يعم السلام.
ولأن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدَّقه العمل كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام أقول ــ وحسابي علي الله ــ: لقد كان عبدالناصر بطلاً من أبطال الإسلام كما وصفه كتاب “بطل العروبة والإسلام جمال عبدالناصر” عن لجنة التعريف بالإسلام ذكرناه في مقالنا السابق ثم نلوذ بالكتاب الرابع “من سنوات وأيام عبدالناصر” شهادة سامي شرف “الذي كان مديراً لمكتب عبدالناصر حتي وفاته” من صفحة 869 حتي صفحة 872 بتلخيص فيذكر:
* عبدالناصر هو صاحب فكرة وتنفيذ إنشاء إذاعة خاصة للقرآن الكريم علي مدار اليوم وتم تسجيل القرآن كاملاً علي اسطوانات وشرائط للمرة الأولي في التاريخ وتم توزيعه مسجلاً بأصوات أشهر المقرئين المصريين في كل أنحاء العالم وترجمة معانيه إلي كل لغات العالم.
* أنشأ عبدالناصر منظمة المؤتمر الإسلامي التي جمعت الشعوب الإسلامية.
* في عهد عبدالناصر تم زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلي واحد وعشرين ألف مسجد حتي عام 1970.
* تطوير الأزهر الشريف وتحويل جامعته إلي دراسة العلوم الطبيعية مع العلوم الدينية ليتخرج الطبيب المسلم والمهندس المسلم والصيدلي المسلم.
بالمناسبة أُذكِّر من لا يعرف كانت كليات الأزهر الشريف قبل تطويره ثلاث كليات فقط هي: أصول الدين واللغة العربية. والشريعة. وبعد تطويره تم إنشاء كليات الطب. والهندسة. والعلوم. وطب الأسنان والتجارة. والزراعة. والصيدلة. والتربية للبنين كلية خاصة بهم. وكلية خاصة للبنات حيث التحقت الفتاة لأول مرة بالتعليم الديني وتم لأول مرة في الأزهر لدراسة اللغات العالمية وكانت كلية اللغات والترجمة لنشر الإسلام باللغات المختلفة والتصدي لحملات تشويه الإسلام من أعدائه.
أشعر بأن اعداء عبدالناصر – دون علم – يفغرون افواههم لو قرأوا – بعدل -كما يقول الله سبحانه وتعالى “(ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)”
أقول لو قرأوا كتاب الأستاذ محمد فائق ( وكان مسئولا عن الملف الإفريقى فى عهد عبدالناصر ) كتابه “عبدالناصر وإفريقيا” الذى يبين من اسباب تطوير عبدالناصر للأزهر فيقول:
“(إن الرئيس جمال عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين فى إفريقيا أن قوى الاستعمار الغربى كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية : الطب والهندسة والصيدلة ومنع تعليمها على المسلمين وهذا أدى الى تحكم الأقليات المسيحية فى دول إفريقية غالبية سكانها من المسلمين ، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم فى البلدان الإفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الاستعمار الغربى التى صنعتها ، لذا صمم الرئيس عبدالناصر على كسر هذا الاحتكار للسلطة.ومن اجل تعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان.
ونكمل الجمعة القادمة إن شاء الله.