عندما يموت الضمير تموت معه كل المعاني الانسانية وتصبح الحياة بلا لون او معني ويصبح الانسان مجرد هيكل جامد ينبض قلبه كدقات الساعات بلا روح وحينما يضيع الضمير تضيع معه الانسانية وقد نري انسان هذا الزمان لا يهمه غير ذاته فقط ولا يشعر بغيره حتي لو كان اقرب الناس اليه واصبح كل شئ متاح من اجل الوصول الي ما يسعي اليه من منصب او جاه من الممكن ان يبيع مبادئه او جنسيته او وطنه وفي بعض الحالات تصل ان يبيع دينه من اجل ان يصل الي هدفه واصبح كلام الزور والخيانة وقلب الحقائق والقتل والسلوكيات الغير اخلاقية منهج حياه فان مات الضمير مات القلب وان مات القلب فحياتك بلا معني لانك ميت ولن تشعر بشيء لان الحياة ليست انفاس تخرج وتعود الي مستقرها ومن العجيب ان الموت لم يصبح عبرة لانسان هذا الزمان وبات الكثيرون منعدموا الضمير بلا قلوب واعلم انك ستقابلهم في كل مكان ولا تحزن عندما تتعامل معهم وتجدهم لا يعلمون شيئا عن الانسانية فهم تعودوا علي ان يكونوا هكذا فهل مات الضمير؟
ولو كان بداخلنا ضميرلما اصبحنا في زمن الابن يضرب والده اوالدته لو كان عندنا ضمير لا نقاتل بعضنا من اجل الكراسي اومن اجل ورقة رخيصة تسمى بالجنيه واصبحنا في زمن المصالح الشخصية ونسينا من نحن ومن نكون هل صحيح نحن الامة التي اخرجت للناس وهل نحن بصحيح خير امةٍ اخرجت للناس ولكن يجب بان نغير انفنسنا ونعيد الضمير الى قلوبنا ونكون صادقين بكل شيئ ابحث في داخلك عن الحب قبل ان تبحث الحب في قلوب الآخرين وابحث في داخلك عن الضمير قبل ان تطلبها من الاخرين رفيق لا تستطيع التنصل من مصاحبته في مسيرة الحياة؛ احتار في وصفه كثيرون فقالوا عنه: “بوصلة المرء”، “شمعة في قلب كل إنسان … ربما تؤلم حرارتها قليلاً لكنها تُنير الطريق”، “شعاع من نور يتلألأ في أعماق النفس الإنسانية”، “جرس إنذار”، “نور الذكاء لتمييز الخير من الشر”؛ إنه “الضمير” فلا تجعلوا قلوبكم مقابر مليئة بالحقد والضغينة والحسد والنفاق…تمنوا الخير لغيركم كي يبارك لكم فيما عندكم .استودعتك يا الله نفسي واولادي وكل من احب فلا تضيع عندك الودائع يا رحمن .
.. تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير المِهنيّ”: ما يُبديه الإنسان من استقامة وعناية وحرص ودقة في قيامه بواجبات مهنته. أما عن “تأنيب الضمير” أو “عذاب الضمير” أو “وَخْز الضمير”، فيُقصد به شعور الفرد بالعذاب أو بالندم لقيامه بخطأ ما نتيجة سُلوكه. ويُطلق على الإنسان الصادق الأمين أنه “حيّ الضمير” أو “ذو ضمير يقظ”؛ ونقيضه الشخص الذي يأتي بأعمال دون وازع سليم من ضميره ويُسمى “فاقد الضمير” أو “معدوم الضمير”. أيضًا يعرَّف “الضمير الإنسانيّ” بأنه: مشاعر في نُفوس البشرية جمعاء، تهتدي إلى مبادئ الأخلاق بعفوية وتِلقائية، وتقف إلى جانب المظلومين أو المستضعَفين.
.. واختلف العلماء والمفكرون فيما بينهم في التعبير عن “ماهية الضمير”، وفي أنه قابل للصواب أو الخطأ. وقد عرَّف البعض “الضمير” على أنه قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل وينشأ شعور بالندم داخل الشخص عندما تُعارض أعماله القيم الأخلاقية التي يؤمن بها؛ وعلى النقيض من ذلك ينتابه شعور بالراحة والرضا عن النفس حين لا يُعارض سلوكه تلك القيم؛ ووَفق هذا التعريف تكون القيم التي يتعلمها الإنسان في حياته هي الحَكم الحقيقيّ على شعوره بالراحة والرضا أو الندم؛ وبهذا يختلف تكوُّن الضمير وَفق اختلاف بيئة كل إنسان ونشأته اللتين تبنيان مفهوم الأخلاق لديه. وقد عبَّر علماء علم النفس والأعصاب والعُلوم الإنسانية في العصر الحديث عن معنى كلمة “الضمير” على أنه تلك المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم التي تحكم الإنسان، كما أنه ميزان الحس والوعي للتمييز بين الصواب والخطأ، مع توجيه النفس إلى القيام بفعل ما هو صحيح كذلك قدَّم الفلاسفة فَهمًا للضمير بأنه مركَّب من الخبرات العاطفية، مؤسَّس على فَهم الإنسان لتلك المسئولية الواقعة على عاتقه إزاء مجتمعه وتقديره لما يقوم به من سُلوك نحو الآخرين. ويعبّر الفلاسفة عن أن الضمير ينشأ ويُبنى من خلال وضع الإنسان في المجتمع وما يمر به من ظروف في نشأته وبيئته.
.. ويرى علماء النفس في الضمير أنه جهاز نفسيّ داخل الإنسان يتأثر بتقييم الفرد لنفسه أو تقييمات الآخرين له؛ ويكون هذا التقييم للشخصية كلها لا لجانب منها. أيضًا ضمير الإنسان لا يحكم على الإنسان من خلال ما قام به من أعمال في الماضي فقط بل عن الحاضر والمستقبل.