إن تطبيقات الذكاء الإصطناعي التى تجلت في برمجيات السيارات ذاتية القيادة ,والطائرات دون طيار ,والروبوتات , والتحكم اللاخطي في خطوط السكك الحديدية ,والأجهزة التى دخلت مجالات الحياة كافة سواء فى التصماميم المعمارية واختبارات الجودة , والاختبارات الخاصة بنظريات العقل البشري ,والأجهزة الذكية الخاصة بالعمل مثل التعرف على البصمة والصوت وغيرها من التطبيقات التى تعد من أهم مخرجات الثورة الصناعية والتكنولوجية الحديثة , والتي أفرزت العديد من التطبيقات التي ترتبط بالقدرات العقلية , وإن كانت القدرات العقلية البشرية ترتبط بمخرجات كثيرة مثل التحليل والتخطيط وحل المشكلات وغيرها,إلا ان هذه الأمور إيضاً أضحت وقودا للتحول نحو الاقتصاد الرقمي , وتوظيف القدرات والمهارات في السوق العالمي المفتوح الذى أصبحت المنافسة فيه شديدة مرتكزة على الجودة والثقة والتطوير المستمر للمنتجات.
فالقدرات المتسارعة في نقل المعلومات والبيانات عبر العالم المفتوح , ومع إمكانية تطوير الافكار وتحويلها الى منتج حديث خلال فترة زمنية قياسية ,تطورت معها أساليب تقديم الخدمة,ومن تنمية المهارات البشرية لمواكبة تلك التطورات المتسارعة ,مع ترقية اساليب الادراة وحل المشكلات والترقية وغيرها من أجل خلق قيادة حكيمة تقود المستقبل.
وفي المجال الطبي ترك الذكاء الاصطناعي أثرة فيما يتعلق بالتطور المستمر في أجهزة تحليل الجينوم البشرى, من أجل الوقاية المستقبلية من الأمراض,وأجهزة النانو التي تستطيع النفاذ الى مجري الدم من أجل إعادة برمجة الجينات أو تحل محل خلايا الدم البيضاء في العمل مما يعزز الحالة الصحية للانسان.
أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي لم تقف عند مجال محدد, بل نفذت الى مجال الخدمات الاقتصادية من خلال قدرتها على تحليل البيانات الاقتصادية ,والتسويق الالكتروني , والالعاب الالكترونية,بل أن أهم مجالات تطبيقها تمثلت فى تطور الصناعات الحربية والتنقيب عن البترول,ومجال الخدمات الحكومية الالكترونية التى باتت تشكل توجها لكافة دول العالم ,لذا باتت استثمارت الذكاء الصناعي تحتل مرتبة كبيرة فى ميزانيات الدول والحكومات والشركات الكبيرة , وتشير بعض الدراسات الى أنه من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي الى الناتج المحلى الاجمالى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030 ,وهو ما يجعلة نفط المستقبل, كما تشير الدراسات الى أن الصين تعد من أكبر الدول إنفاقا على الذكاء الاصطناعي العالمي بنسبة 48% تليها الولايات المتحدة بنسبة 38%.
وهو ما يعني ان المنافسة العالمية لم تعد على مصادر الطاقة فقط وغيرها ,ولكن باتت على مصادر الاقتصاد الرقمي والمتمثلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وما تشكلة من قفزات إقتصادية كبيرة , ولعل التنافس والصراع التجاري الصيني الأمريكي وتداعياته الأخيرة كان مثالاً تطبيقياً على حجم التنافس العالمي حول تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة, وتنمية الموارد البشرية لمواكبتها , وأثرها المتزايد على العمل والعمالة في المستقبل.