يخطئ من يظن أن الجمهور الحقيقي المتذوق للفن بجميع أشكاله وألوانه انحدر للمستوى الذي يجعله يقبل علي حفلات غنائية من نوعية حفلات الممثل محمد رمضان الذي أطلق علي نفسه لقب ( نمبر وان ) .. وصدق انه قادر علي أن يكون الأول في كل شيئ حتي في الغناء الذي تحول بسبب مثل هذه الحفلات الغريبة الي جانب أغاني الدوشة والاستهبال التي يطلقون عليها المهرجانات الي فوضي حقيقية تحتاج لوقفة جادة وتحرك أكثر من نقابة الموسيقيين برئاسة أمير الغناء العربي الفنان الكبير هاني شاكر الذي بدأ الهجوم عليه ومحاربته لمجرد أنه أعلن أنه بصدد إصدار قرار بمنع محمد رمضان من الغناء في حفلات عامة ..
( الجمهور مش عاوز كده ) .. هذا ما أستطيع أن اؤكده وأرد به علي من يروجون أن الإقبال الكبير علي حفلات محمد رمضان من بعض رواد الساحل من الشباب والشابات الذين يبحثون عن أي وسيلة لقتل الوقت واضاعته وإهداره .. وأي نوع من أنواع الترفيه والتسلية وأي تقليعة جديدة يمكن أن يقومون بتقليدها تقليدا أعمي مثل البنطلونات الممزقة او قميص محمد رمضان الشفاف .. هؤلاء يمثلون أنفسهم فقط ولا يمثلون الجمهور ولا حتي كل رواد الساحل .. مصر بها أكثر من 100 مليون مواطن ووجود بضعة آلاف في حفلات محمد رمضان لا يعني أن هذا هو الجمهور ..
ارجعوا للجمهور الذي كان يحضر حفلات كوكب الشرق السيدة ام كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغيرهم من النجوم الذين كانوا يهتمون باللحن والكلمة الي جانب امتلاكهم للصوت المميز والحنجرة الذهبية .. والمحصلة ارتقاء بالذوق العام وتهذيب المشاعر وخلق حالة إبداع تسعد الجميع .. هذا هو الجمهور الذي كان يبحث عن أم كلثوم ويذهب اليها في الخميس الأول من كل شهر في حفلاتها الرائعة .. وينتظر حفلات عبد الحليم حافظ بفارغ الصبر .. أما جمهور محمد رمضان فهو لا يمثل إلا نفسه .. ولا يمكن أن نقبل مقولة ان الجمهور عاوز كده .. كما كان يحدث من قبل أثناء هوجة افلام المقاولات في ثمانينات القرن الماضي والتي أصبحت موضة لفترة لا علاقة لها بالفن ولا بروعة التمثيل وجمال الاداء وأخذت وقتها ومرت وكأنها زوبعة في فنجان أو أشبه بفقاعات الصابون التي تختفي ولا تؤثر في أحد ..
الوقوف خلف نقابة الموسقيين ودعمها لمواجهة الغناء وإقامة مثل هذه الحفلات الغريبة امر غاية في الأهمية لأن الحقيقة المؤكدة أن الجمهور مش عاوز كده !!