يتصل معظمنا بالإنترنت عدة مرات يوميًا، وفي دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، عام 2021، قال حوالي نصف الأشخاص بين 18 و29 عامًا، الذين شملهم الاستطلاع، إنهم متصلون “بشكل دائم تقريبًا”.
ويظل السؤال قائمًا حول سبب انهماك الناس من مختلف الأعمار والمهن والثقافات في الاتصال الرقمي.
ويمكن أن تسأل نفسك: لماذا أنا متصل بالإنترنت؟
أحيانًا نفسر سلوكنا عبر الإنترنت من الناحية العملية البحتة، مثل التحقق من حالة المرور على الطرق أو دفع الفواتير. وأحيانًا قد نواجه صعوبة في توضيح أسباب استخدامنا للإنترنت.
لماذا أظل متسمرًا في مكاني وبصري مشدود إلى الموبايل أو جهاز الكمبيوتر، بينما يمكنني ممارسة الأعمال الجسدية، أو الألعاب الرياضة، أو التأمل، أو التفاعل بشكل كامل مع الأشخاص من حولي؟
يقول علماء النفس إن الاتصال بالإنترنت يساعد في تنظيم العواطف أو المشاعر.
ويشير تقرير على موقع كونفرسيشن إلى أن النظريات المتعلقة بطبيعة ووظيفة العواطف معقدة ومثيرة للجدل. ولكن، يمكن القول إنها تعبيرات عن الاحتياجات والدوافع المحسوسة.
خلال يوم عادي، غالبًا ما نشعر بالحاجة لتغيير حالتنا العاطفية. قد نرغب في الشعور بمزيد من الجدية تجاه مهمة تنافسية أو بالحزن أكثر في جنازة. ربما نريد أن نصبح أقل حزنًا حول أحداث الماضي، أو أقل غضبًا عند مقابلة أحد الأفراد، أو أكثر غضبًا بسبب شيء نوقن أنه خطأ.
وانغماسنا في الإنترنت يكون ضمن مخطط أوسع لإدارة مثل هذه المتطلبات العاطفية اليومية. وتقول الدراسات إن حوالي نصف استخدامات الهواتف الذكية قد يكون بهدف تنظيم العواطف.
خلال انتشار الوباء، أجرى والي سميث وجريج وادلي بحثًا بأستراليا حول كيفية تحول التقنيات الرقمية لأدوات لتنظيم المشاعر. وكانت المفاجأة عندما وجدا أن الناس يتحدثون عن استخدامهم للتكنولوجيا في إدارة المشاعر.
أحيانًا، كان هذا يتضمن تطبيقات مصممة للحفاظ على اليقظة الذهنية. كما اعتمد الناس على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبعض التطبيقات لمكافحة الإحساس بالملل أو العزلة، وممارسة ألعاب الهاتف للتخلص من التوتر، والبحث عبر الإنترنت لتخفيف القلق حول الأحداث العالمية.
ويعد ممارسة الألعاب الإلكترونية للاسترخاء بعد العمل إحدى الطرق التي يستخدم الرقمية لتنظيم المشاعر.
ويمكن النظر لهذه الاستخدامات للتكنولوجيا الرقمية على أنها إعادة تغليف الأساليب التقليدية لتنظيم المشاعر، كسماع الموسيقى، أو تعزيز الروابط الاجتماعية، أو الاستمتاع بصحبة الحيوانات اللطيفة.
بعض المشاركين أنشأوا ما نسميه “مجموعة الأدوات العاطفية”. وهي موارد رقمية جاهزة للنشر عند الحاجة، ولكل منها تأثير عاطفي معين.
لا يعني هذا أن تنظيم العواطف أمر جيد تلقائيًا ودائمًا. يمكن أن يكون وسيلة لتجنب الجهود الهامة والهادفة ويمكن أن يصبح في حد ذاته اختلالًا أو محاولة للهروب من الواقع.
إنه جزء من تحول تاريخي يحدث في كيفية تعامل الناس مع متطلبات الحياة.