اكثر مايجعلك كمصري مطمئنا تماما لما يجري حولك ان تكون القيادة السياسية يقظة ومستعدة لكافة الاحتمالات .. خاصة إذا كانت التطورات متلاحقة وتحتاج لاجتماعات متتالية .. وخلال الساعات الأخيرة وافق البرلمان بالإجماع علي إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج الحدود لحماية الأمن القومي بحضور 510 نائبا في جلسة سرية تاريخية .. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ترأس قبلها بيوم واحد اجتماع مجلس الدفاع الوطني والمشكل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء .. ووزير الدفاع والإنتاج الحربي .. ورئيس أركان حرب القوات المسلحة .. ورئيس المخابرات العامة .. ووزراء الخارجية والمالية، والداخلية، و قائد القوات البحرية، وقائد قوات الدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، و بحضور أمين عام المجلس .. وكان من الطبيعي ان يتناول الاجتماع مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة في إطار تطورات التحديات الراهنة المختلفة على الساحتين الإقليمية والدولية .. واطلع الرئيس على مستجدات ملف سد النهضة والمسار التفاوضي الثلاثي الراهن والجهود الرامية لبلورة اتفاق شامل يلبي طموحات ومطالب مصر والسودان وإثيوبيا في التنمية والحفاظ على الحقوق المائية بشكل عادل ومتوازن .. وأكد المجلس على استمرار مصر في العمل على التوصل إلى اتفاق شامل بشأن المسائل العالقة في قضية سد النهضة، وأهمها القواعد الحاكمة لملء وتشغيل السد، على النحو الذي يؤمن للدول الثلاث مصالحها المائية والتنموية، ويحافظ علي الامن والاستقرار الاقليمي .. وهو مايؤكد أن مصر لن تفرط في حقوقها المائية ابدا والتي قال عنها الرئيس في كلمة سابقة انها مسألة وجود للشعب المصري ..
كما ناقش المجلس تطورات الأوضاع في ليبيا على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وذلك في ظل سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية .. و أكد المجلس على أواصر العلاقات القوية التي تربط بين البلدين، وأن مصر لن تدخر جهداً لدعم الشقيقة ليبيا ومساعدة شعبها على العبور ببلادهم إلى بر الأمان وتجاوز الأزمة الحرجة الحالية، استناداً إلى أن الملف الليبي يعتبر أحد الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية، أخذاً في الاعتبار أن الأمن الليبي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.
وأكد المجلس على الالتزام بالحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، وبما يحقق الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية والإقليمية للدولة الليبية، واستعادة ركائز مؤسساتها الوطنية، والقضاء على الإرهاب ومنع فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات المسلحة المتطرفة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة التي تساهم بدورها في تفاقم الأوضاع الأمنية وتهديد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين، مع ضمان التوزيع العادل والشفاف لمقدرات الشعب الليبي ومنع سيطرة أي من الجماعات المتطرفة على هذه الموارد ..
وهذه الاجتماعات تجعلك مطمئنا أن مقدراتك وامنك لهم قيادة ومسؤلين يعلمون تماما دورهم وماعلينا إلا أن نكون جبهة داخلية داعمة لهم .. ونكون علي ثقة انهم يتخذون القرار السليم وأنهم يضعون مصلحة كل مواطن مصري فوق كل اعتبار .. لذا يجب أن نكون دائما ايد واحدة .. وتحيا مصر ..
Hananghanem44@yahoo.com