منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها مستشارو الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” مشروعهم لتصفية القضية الفلسطينية المسمى بـ “صفقة القرن ” حتى جاء حدث أعتبره الكثيرين حدث مضحك وتافه ، حيث ظهرت أستاذة أكاديمية أمريكية الجنسية ومن أصول لبنانية لتعلن قيام “مملكة ” بين الحدود “المصرية – السودانية” ، وأن باب التجنيس والاستثمار مفتوح والأيام القادمة سوف تشهد الكثير من الأحداث.
من جانبي قمت على الفور بكتابة مقال أدعم و أؤيد هذه “المملكة ” وذلك “لغاية في نفس يعقوب”، وكان هدفي أن أتواصل مع القائمين على هذه “المملكة ” ، وهذا بالفعل ما حدث و طرحت أسئلة كثيرة عليهم وأستفسارات وأغلبهم كانوا مؤيدين وداعمين لتجنيس الفلسطينيين و فئة “البدون ” المتواجدين بكثرة في دول الخليج ، وأنهم العامود الفقري لهذا الكيان الجديد الذي بدأ يتكون .
توقف مشروع هذه “المملكة” بسبب الأحداث المتسارعة في منطقتنا الملتهبة ، وبأعتقادي أنه سوف يعود مرة أخرى وقريبا جدا ،وقد يكون بشكل مختلف وبشخصيات مختلفة لكن بنفس الأهداف ونفس المضمون ، خصوصا وأن الكثير من الدول الأجنبية واعداءنا وأمريكا طبعا على رأسهم تدعو لتهجير وترحيل الفلسطينيين ولفكرة “الوطن البديل ” بشكل علني ومستمر .
الدول العربية كافة موقفها واضح ومعروف منذ بدأية القضية الفلسطينية ، وهي الرفض التام للتوطين وضمان حق العودة و حصول الجميع على التعويض ودعم دولة فلسطينية مستقلة ، لهذا لم يبقى إلا خيار واحد وهو الدفع بهم إلى “عالم جديد” ، وأنا أذكر أن الرئيس المصري الراحل “حسني مبارك” في بداية التسعينات ذكر أن الكثيرين وأولهم “اعداءنا ” عرضوا عليه الحصول على مساحة من أراضي “سيناء” بالمقابل الذي يطلبه المهم أن يحصلوا على موافقته ودعمه لفكرتهم “الملعونة”، لكنه رفض الأمر بشكل قاطع وأعتبره أنتهاكا للسيادة المصرية وخط أحمر لا يمكن أن يتراجع عنه ، الأيام القادمة مليئة بالمفأجاة وكلما يتألم “عدونا” من شدة الضربات التي يتلقاها ، كلما تتصاعد الدعوات والمحاولات لفكرة” الوطن البديل” .