عندما نفتح صفحات التاريخ .. بوعى الراغب من الاستفادة والتعلم .. نكتشف أنها ليست أحداثا وروايات تاريخية فقط .. لكنها سلوكا اجتماعيا .. وبساتين أخلاقية نتعلم ونستقى منها مايفيد .. وترتبط تماما بالأنبياء والعلماء والحكماء والأدباء لأخذ العظات والعبر والدروس من أجل الوعى وتحصيل العلم والتعلم من أجل البناء والرخاء .. لذلك اهتمت الأديان السماوية بنشر الفضيلة والدعوة لاحترام الإنسان لشقيقه الإنسان .. وحددت ملامح السلوك والعلاقات بين البشر خاصة الأسرة .. وأيضا علاقة الصغير بالكبير والعكس صحيحا .. وأصبحت الفضيلة نموذجا للسلوك الصائب .. والالتزام بأركان الدين .. وأصبحت مكارم الأخلاق هى الحصن الحصين .. لمجتمع الألفة والود والمحبة .
وعلينا الانتباه .. إذا لمحنا شخصا يتفوه بكلمات نابية .. أو يدعوك لسلوك فاحش .. أو يحاول هدم البنيان الاجتماعى .. أو تبرير الأخطاء مثلما نراه للأسف فى بعض أعمال الدراما وماينشر على وسائل التواصل الاجتماعى .. وبالطبع فإن السباب والالفاظ الخارجة والصور الفاضحة والأفعال الشاذة الواردة إلينا من الخارج تفرق ولا تجمع .. تهدم .. ولا تبنى .
بداية القوة والشموخ .. احتضن فى قلبك من يكونون معك ويمنحونك المحبة والاحترام والعطاء فى كل الأوقات .. وفى أفراحك واحزانك .. أحاديثهم سحبات عطرة تروى صحراء فى الأزمات .. ويدفعونك للتفوق والنجاح وتحقيق الإنجازات .. كما أنها مؤشر لصفاء النفس .. وراحة الفؤاد .
والحقيقة التى يجب أن ندركها جميعا أن المواقف تعطى الإجابات الوافية الشافية بكل وضوح .. ودون لبس أو غموض .. لذا من ساء خلقه .. عذب نفسه .. وكان فى الخسران المبين .
ثقوا .. أن القلب العطوف .. منبع الحب والوداد .. وأغنى الناس من عاش عزيز النفس .. كريم الأخلاق .. ثابت المبادئ .. ورب العالمين خلف عباده الصالحين .. والله لا يضيع أجر المحسنين .. الأوفياء المخلصين .
والأهم .. انتبهوا .. حواء بداخلها ربيع دائم .. وإذا أردتم العيش فى هناء .. لا تظلموها .. فرفقا بالقوارير كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم .. فهى الأم والزوجة والابنة .. إحتووها ووقروها وكونوا دائما الحب والحنان .
ولنا فى الحكماء والطيبين أمثلة حية للطريق المستقيم والدرب القويم والحب الطاهر البريء .. والقدوة التى تضيء لنا الطريق .. لأن المبادئ باختصار .. لا تموت .
أسأل الله الذى أضاء الوجود بعظمته ، ووهبنا الحمد والشكر على نعمته .. وأجاب دعاء المضطرين برحمته ، أن يهب لنا ولكم من النعيم بهجته ، ومن السعد قمته ، ومن الإيمان أعلى درجاته ، وأن يمنحنا فى هذه الأيام المباركة شمول الصحة والعافية وصحبة الأنبياء والصالحين فى الفردوس الأعلى بجناته .. اللهم آمين .