أحيانًا ما نقابل في حياتنا نوعية من الأشخاص الذين لا يعرفون سوى المشاعر الصادقة، الود، والحب. هؤلاء الأشخاص يستشعرون الحب في كل تصرف في حياتهم، ويستطيعون تمييز المشاعر الصادقة بمجرد النظر إلى أعين الآخرين. إنهم ليسوا مجرد أفراد عاديين، بل هم أصحاب متلازمة داون، أو كما يُقال عنهم أصحاب “متلازمة الحب”.
حقًا، “متلازمة الحب” ليست مسمى علميًا لأصحاب متلازمة داون، لكنها التعبير الأكثر دقة الذي يصف حالتهم بمنتهى الشفافية. فالأفراد المصابون بمتلازمة داون لا يعرفون إلا مشاعر الحب. يُظهر هؤلاء الأفراد سمات عاطفية مميزة تجعلهم فريدين في تفاعلهم مع الآخرين. ومن أبرز هذه السمات:
الدفء والود: يتميز هؤلاء الأشخاص بقدرتهم الكبيرة على إظهار مشاعر المحبة والود تجاه الآخرين، مما يجعلهم محبوبين من الأفراد المحيطين.
التعاطف: يمتلك أصحاب متلازمة داون قدرة غير عادية على التعاطف مع مشاعر الآخرين وفهمها بمجرد النظر إليهم.
التعلق القوي بالأهل والمحيطين: هؤلاء الأشخاص عادةً ما يكونون مرتبطين عاطفيًا بأفراد الأسرة ومن يقوم بتدريبهم. هذا الارتباط يعكس حاجتهم المستمرة إلى الحب والدعم.
كل هذه السمات تعكس طبيعتهم الصافية وقدرتهم على إضفاء الحب والدفء على من حولهم.
ومن أمثلة أصحاب “متلازمة الحب” الطفلة جنى مصطفى، البالغة من العمر 11 عامًا، وهي موهبة فريدة. جنى راقصة باليه تدرس في أكاديمية الفنون وقد شاركت في العديد من الحفلات، كما أنها ممثلة مسرحية حيث شاركت في عدة أعمال مسرحية دمج من إخراج المبدع تامر فؤاد، مثل عرض “أوقِفوا الحرب” و”طبعًا قادرين نعملها”. وأخيرًا، تقوم بالتجهيز لعرض “معانا يا رب”، حيث تميزت بخفتها وقبولها لدى الجماهير.
كذلك الطفلة رحمة حسين، البالغة من العمر 9 سنوات، تمارس رياضة السباحة وقد حازت على العديد من الشهادات والميداليات. هي أيضًا ممثلة مسرحية، حيث شاركت في أعمال المخرج المبدع تامر فؤاد، الذي قام بتدريبها على قواعد المسرح وكيفية التفاعل مع زملائها في العمل.