استطاع أهل قطاع غزة لاسيما أعضاء حركة حماس الذين كانوا مسيطرين على شئونها منذ سنوات عدة.. أن يحركوا قضيتهم الأزلية قضية فلسطين التي أكد العرب واعترفوا ومعهم كثير من أصدقائهم وحلفائهم أنها لب الصراع في الشرق الأوسط.
لكن أكرر ولكن إن الثمن الذي دفعه هؤلاء المحاصرون والمجاهدون والشجعان كان باهظا وباهظا جدا فقد مات منهم ما يزيد على 42 ألف شهيد فضلا عما يقرب من مائة ألف جريح بعضهم حالاتهم خطرة وفي طريقهم إلى مغادرة الدنيا أما المساكن والمخيمات والمستشفيات والمدارس فحدث ولا حرج فقد باتت جميعا خارج نطاق الخدمة..!
إذن كيف والحال هكذا يأتي اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاليا من أي بند أو إشارة أو حتى لمحة عما سوف يحدث بالنسبة لاتفاق غزة؟!
وبديهي سوف تخلو الساحة من المتربصين بإسرائيل لتتفرغ لضرب غزة أكثر وأكثر وعندئذ لن يلومها أحد لأن اتفاق وقف إطلاق النار لم يشملها.
لكن هل الأمانة منذ عقود وعقود معهم تتطلب ممن أخذ على عاتقه أن ينبه ويحذر ويبذل المستحيل لحماية الأطفال والنساء والعجائز؟.. أقول إن من حمل هذه الأمانة يستحيل أن يضعف أو ينسحب أو يقول لقد تحمل ما عليه ويجلس شأنه شأن غيره في مقاعد المتفرجين .
أقصد العملاق المصري الذي عاد ليؤكد موقفه من القضية الفلسطينية بصفة عامة وهو الموقف الصريح والبات والقاطع والذي يقوم على مبادئ ثابتة وأساسية تنحصر في عدم تصفية القضية في حد ذاتها ورفض تهجير أصحابها قسرا إلى أي مكان في العالم .. والأهم والأهم..منع الاقتراب من الأراضي المصرية خصوصا سيناء وإلا من تهور وزعم ارتداء ثياب بطولة واهية يكون قد حكم على نفسه وعلى أبنائه بكرات نار لا مثيل لهم بها.
ومع ذلك فمن سيوقف إسرائيل عن غيها وسط تلك الظروف ومن يضمن عدم تهورها أكثر وأكثر بعد هذا التطور الذي ربما لم تتوقعه والدليل أنها استأنفت العدوان على أهل غزة بعد توقيع اتفاق وقف النار وبدون إنهائها يخرق الاتفاق الذي هو اتفاق مريب وحتى يتذكر من يتذكر ويفهم من يفهم فقد جاء على الفور لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الملك عبد الله ملك الأردن للتصدي للوضع الجديد ويعلنان بنفس اللهجة المشددة والحاسمة ترحيبهما بوقف إطلاق النار في لبنان والحرص على أمنه واستقراره وسيادة حكومته على أراضيه.. في نفس الوقت الذي شدد فيه كل من الرئيس السيسي والملك عبد الله على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وتنفيذ برامج المساعدات الإنسانية..
ثم.. الأهم والأهم العمل بشتى السبل والوسائل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتي عاصمتها القدس الشرقية لأن حل الدولتين يعتبر الضمانة الرئيسية لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهكذا يركب بنيامين نتنياهو موجة المكر والخبث والذبح والتقتيل بعد هذا التطور الذي لم يفهمه بالنسبة للفلسطينيين ومصيرهم ومصير أشباههم وأحفادهم..
وإن غدا لناظره قريب.
و..و..شكرا