ما أشبه اليوم بالبارحة, فالمشاهد الاحتفالية التى جرت فى شوارع دمشق بإسقاط تماثيل بشارالأسد هى ذات المشاهد التى رأيناها عام 2003 لإسقاط صدام حسين فى بغداد, والتصريحات المملوءة بالتفاؤل عن مستقبل منير, ودولة شمولية جديدة موحدة وذات سيادة هى نفس التصريحات التى سمعناها فى ليبيا والعراق بعد إسقاط الحكم الديكتاتورى هناك, ولكن للأسف حتى اليوم لايمكن القول إن العراق التى كانت تملك خامس أقوى جيش فى العالم عادت كما كانت, ولايمكن وصف ليبيا بالدولة الموحدة ذات السيادة.
بالطبع لكل حالة ظروفها ومقوماتها التى لاتنسحب بالضرورة على الدول الأخرى, وفصائل المعارضة السورية تحاول إثبات أنها استوعبت دروس الآخرين, وأنها تملك الصيغة الناجحة للانتقال السلس لدولة ديمقراطية حديثة تستوعب الجميع, لكن لو استخدمنا ماحدث خلال الأسابيع التى تلت سقوط بشار كمقياس, سنجد أن سوريا عادت عشرات العقود إلى الوراء بين ليلة وضحاها, وتحولت إلى دولة هلامية منزوعة القوة بعد حل جيشها, وتصفير إسرائيل لقدراتها العسكرية عبر 480 غارة دمرت أصول الجيش السورى من مطارات, وأسراب طائرات, ورادارات, ومحطات إشارة, ومستودعات أسلحة, ومراكزأبحاث, وأنظمة دفاعات جوية, وسفن حربية, إلى جانب توغلها لنحو 25 كيلو مترا داخل الأراضى السورية, والسيطرة على جبل الشيخ الاستراتيجى, بخلاف الصراع المسلح الدائر بين فصائل مدعومة من تركيا, والفصائل الكردية المدعومة من أمريكا للسيطرة على شمال شرق البلاد, وداعش التى طلت برأسها وبدأت تطلق التهديدات.
كل ذلك حدث ونشوة التخلص من الأسد لم تنحسر بعد, فمابالك بعدما تنقشع ويزول معها التوافق الهش بين الفرقاء السوريين ويبدأ كل فصيل البحث عن نصيبه من الغنيمة, ومع احترامى لكل المتفائلين بخطاب المعارضة الشعبوى, لكن حضور الجماعات الجهادية فى المشهد, وتعدد المذاهب, واختلاف الأيدولوجيات بين الفصائل التى تحمل جميعها ىالسلاح, وتحظى بدعم خارجى فى ظل غياب الجيش يحاصر سوريا بين النموذج الليبى والعراقى واليمنى, والأهم أنه يؤهلها للتحول لبؤرة الفوضى والإرهاب, مالم تخرج سالمة من مفترق الطرق الذى تقف فيه.
لن يكون فى صالح العرب الغياب عن سوريا فى هذه المرحلة, كما لن يصح التأخير فى الحضور , أو الحضور بشكل منفرد وغير منسق, فإما أن يحضروا جميعا أو يظلوا غائبين للأبد.
فى ظل التحديات الحالية التى تحيط بنا من كل اتجاه نحن جميعا يدا واحدة كما كنا إبان حرب أكتوبر 1973,عندما تكاتف الجميع من أجل الوطن, فهذا هو سلاحنا السرى لتحقيق الانتصارات.
كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يقول دائما:”الوقت فى صالحنا وليس فى صالح العدو”, ولم يعد الوقت الآن فى صالح القضية الفلسطينية لأنها الجسد الذى ينزف وليس إسرائيل, وكان الرئيس السادات يقول:”أقدر أحارب إسرائيل لكن مقدرش أحارب أمريكا”, واستطاع بحكمته وحنكته أن ينتصر فى معركة الحرب والسلام, وكان الله فى عون مصر وقيادتها فى ظل الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية شديدة الصعوبة والتعقيد, وقدرها أن تحمل القضية الفلسطينية على أكتافها, حتى يتحقق حلم إقامة دولتهم المستقلة.
حتى لو لم يتم اعتقال نيتانياهو, وجالانت سيظل قرار المحكمة الجنائية الدولية يوما أسود فى تاريخهما, وتاريخ دولة الاحتلال الاسرائيلى لأن قرار المحكمة ليس سياسيا كما صرح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروزبية جوزيف بوريل, وإنما هو قرار قانونى يجب تنفيذه, وللعلم المحكمة الجنائية الدولية هى المحكمة المختصة بمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية, وتعمل بشكل قضائى مستقل, وعدد الدول المشاركة فيها 124 دولة,وهى هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة من حيث الموظفين والتمويل, ومن هنا تأتى أهمية قرارها واعتبار نيتانياهو وجالانت مجرمى حرب قانونيا وليس سياسيا.
الآن عادت شركة النصرلصناعة السيارات إلى الحياة من جديد, والأهم من عودتهاأن تكون لدى وزارة الصناعة رؤية واستراتيجية للوصول إلى حلم إنتاج سيارة مصرية خالصة فى إطار خطة زمنية محددة, والمؤسف أننا بدأنا صناعة السيارات قبل كوريا التى تمتلك الآن صناعة سيارات هائلة ومتطورة, وكذلك قبل ماليزيا, وغيرهما من الكثير من دول العالم, لكنهم الآن سبقونا, وأصبحنا نستورد منهم ومن غيرهم السيارات بدلا من أن نقوم بتصدير السيارات إلى إفريقيا والعالم العربى, ودول العالم المختلفة.
الشهرة نعمة من الله يهبها لمن يريد من خلقه سواء كميزة أو ابتلاء ليرى كيف يتصرف صاحبها ويتعامل بها مع الآخرين, وللأسف ما نشاهده اليوم من سلوكيات بعض المشاهير فى مجالات الرياضة والفن وغيرها, وما ينشر لهم أو عنهم على مواقع التواصل الاجتماعى من فيديوهات لاتصدر عن شخصيات تقدر هذه النعمة أو تقدم من خلال شهرتها قدوة حسنة للآخرين.
لايعجبنى سلوكيات بعض لاعبى كرة القدم فى تعاملهم مع زجاجات المياه فى الملاعب, بعضهم لا يشرب من الزجاجة سوى جرعة واحدة, ثم يلقى بها ومافيها على أرضية الملعب أو خارجه, وبعضهم يركلها بقدمه وهو خارج من الملعب, تعبيرا عن غضبه من قرار مديره الفنى تبديله, وكلها سلوكيات لاتتفق مع قيمة الماء الذى خلق الله منه كل شىء حى, كما لاتتناسب مع أزمتنا الراهنة مع المياه والحملات الإعلانية اليومية التى تطلقها الدولة لدعوتنا لترشيد استهلاكها.