لولا هذه الصور ما صدقت فكرة أن الوزير يدخل بقوات حراسة هائلة مدارس عمادها الأطفال والمدرسون البؤساء والمدير الغلبان، فإن الحدث مهول بقوات حماية مرعبة للجميع، وللوهلة ودون مقدمات يدخل عليك وزير كل هدفه مراجعة الغياب والكراسات والواجبات دون تقييم للأداء التعليمى والمهنى اومخرجات التعليم والأنشطة من المادة الدراسية، لتكون هناك جحافل الحراسة من العدو المتربص له (الأطفال) بالمدرسة، فترافق الوزير 6 فرق حراسة وتأمين لسيادته ضد الاغتيال، أو لأنه لم يأت وزير قبله أو مثله فى الدنيا هى : فرقة حراسات خاصة، وفرقة “بودي جاردات”، وفرقة تأمين المحافظة، وأمن الوزارة، وأمن المديرية، وأمن الإدارة التعليمية، ويحيطه 6 من القيادات التعليمية من ديوان عام الوزارة، وقيادات المديريات، وقيادات الإدارات التعليمية بالمحافظة، وفريق إعلام الوزارة، وفريق إعلام المحافظة، وفريق إعلام المديرية.. من كل ذلك من حق مدير الإدارة أن يصاب بسكتة قلبية فما بالك بكلمات نابية مهينة متوقعة مع مدارس ينقصها كل شئ، ومع هذه الحملة التى ترافق سيادة الوزير من حقه أن يشعر بالسلطنة والغرور والنشوة والانفعال على المديرين لأسباب ليست فى صلب العملية التعليمية، فيعطل أداء المدرسة بالكامل وأعمال كل هؤلاء البشر، ويبدد جهدهم فيما لايفيد التعليم أو الطلاب، بل إن ما يفعله هو فعلا إهدار لأموال الدولة ..أليست هناك جهات محاسبة تنبه لهذا العبث اليومى بلا أى خطط واضحة .كما لوأننا فى العصور الوسطى ..عصور السلاطين الطغاة ..ليته حقق حدا أدنى للتعليم لأبنائنا لكنها منظرة فارغة، فضلا عن الرعب فى القلوب. لا أتخيل شعور الأطفال عندما يدخل عليهم هذه الكم من البشر المدجج بالسلاح والذى يفوق عدد الفصل الواحد ورعب المدرسين والمدير، مع أشخاص جاءوا للبحث عن أخطاء وليس حل مشكلات والنهوض بالتعليم. القضية هنا هى فى النتاج والتعلم.. إن مايحدث تهريج لا مبرر له من عقليات فارغة لافائدة منها فى زمن يأخذنا إلى تخلف التعليم والبلد، فنحن فى طريق التقدم نحو التخلف ..لا حول ولاقوة إلا بالله..
