بعد سنين الهجر،
ومواسم الغياب الطويلة،
أطلّ الرّبيع من نافذة النّسيان..
تفتّحت رياحين أيّامي،
وأزهرت شجرة أحلامي،
فصارت أغصانها تروي قصّة حبي،
وتنادي باسمك يا ملاكي…
كيف أنساك؟!
وبريق عينيك يشع كالنّور في أروقة أيامي،
وصدى نبضك يتردد كأغنية تجوب شرايين دمي.
أنا،
ورقةٌ في مهب الرّيح،
حملتها أشواقي إليكَ…
حبك آخر ما علّقت على شجرة النّوايا..
فغدوت خطًّا من خطوط يَديَّ.
كلما مرّ طيفُك، أطبقتُ عليه راحَتَيَّ.
وصارت دقات قلبي تتحرّى هلالك..
لتعلن قدومك… فتتبعثرُ أنفاسي..
أنت في ليلي، نجمةٌ هاربة،
شعاعُ شمسٍ لم يؤذن لها بالمغيب،
لحظةٌ، سقطت سهوا من حساب الزّمن..
فصار،
لقاؤك مثل غيثٍ أعقب حَرًّا..
وأضحى نسيانك ضربًا من مُحالٍ..
فتعالَ إليَّ يا ملاكي،
ولا تُعرِ اللائمين بالاً..