لا أحَدَ يعرفُ عددَ المعارِكِ المُحتدمةِ داخِلي؛ ما في جُعبةِ الماضي كثيرٌ من النُدوبِ وقلبٌ مُرتّقٌ و مَحضُ بقايا لقاءٍ،
ثمةَ أشواقٍ متصاعدةٍ كدُخانِ قلقٍ، أطهو الصبرَ في آنيةِ حزني، ثمةَ متكيءٍ غَائبٍ قيدَ المجيء،
أرتِقُ ثوبَ الشوقِ؛ لينبثِقَ من نوافِذِ غُربتي صبرٌ جديدٌ، ألَمٌ يتصاعَد مع بقايا الدُخانِ المُتصاعدِ من كانونِ الطهي، أو من سيجارٍ أنفُثُ معه خطواتِ الهجرِ المتثاقِلةِ
علىٰ حاضِري،
تلك الأمنياتِ المتلاحقةِ؛ شُموسٌ علىٰ شواطيءِ الحياةِ، كأذانٍ يطمئنُ خائفٍ، فَطيفُكَ مَن يمنحُ لليومِ العَبوسِ فرحَةَ مسموعةً..!
هناك أزاهيرٌ مُتدفقِةُ الحضورِ، و عِناقٌ مؤجَلٌ، وقلبٌ يبغي الفِرارَ، أعِدّ اللّحظاتِ التي انتظِرها كوجبةِ أطفالي حينَ الذهابِ للمدرسةِ،
وفيِ كلّ ليلةِ انتِظارٍ، يجُرّ اللّيلُ أذيالَ الخيبةِ،
في ساعاتِ اللّيلِ الأخيرةِ، تمامَ الثانيةِ بعدَ مُنتصَفِ اللّيلِ؛ تدُقُ ساعةُ الشوقِ؛ فيرتِقُ الانتِظارُ ثوبَه البالي،
ومعَ شهقةِ الأنينِ الأولىٰ؛ أتدَثرُ القلقَ، وأتجولُ في دَفاتِريِ العتيقةِ، ومن نوافِذِ غُربَتي أطِلُ علىٰ الذِكرياتِ البعيدةِ، أتسلّقُ ذاكِرةَ الوقتِ، وأتلو تراتيلَ الهُيامِ،
في أروقةِ المَتاهِة؛ أُلملِمُ بقايا حضورِكَ، لِمِليء فَجواتِ الزمانِ الضائعِ، والأحلامِ المُبعثرَةِ، ما تبقىٰ لدَيّ بقايا حلمِ، ونزقَ صوتِكَ؛ أتوكأ عليهِما لحينِ لقائكَ،
تجيدُ جرحَ قلبي بكُلِّ دقّةٍ؛ حينَ تحيكَ ثوبَ البُعدِ فيدثِرني الغيابُ، نبضٌ حزينٌ داخِلي؛ لا أعرِفُ أهو إحساسٌ بالعَجزِ، أمْ دورانٌ في الفراغِ؟!
وراءَ كُلِّ بابٍ؛ مَخزنٌ مَليءٌ بالأوجاعِ والتفاصيلِ الصماءِ التي لا تحكىٰ، نغوصُ في أعماقٍ مُبعثَرةٍ والحزنُ يظلُ خامدًا لكِنه قيدَ الانشِطارِ…!