إليك ايها القارئ العزيز ..
الباحث عن الراحة ..الباحث عن السعادة ..
الهارب من التوتر العصبى ..
الهارب من الأحداث المؤلمة المفزعة..
الباكى فى صمت ..المتجرع الألم الممزوج باليأس..
ولكن مهلاً.. مهلاً!! فــأنا أرى عن بعد الأمل يحبو إلينا حاملا معه إشراقة و دفء شمس يذيب ثلوج القلوب القاسية الغافلة تحت تأثير الشر . أو هؤلاء الذين ألفوا الغلظة وسلاطة اللسان كوجبة أساسية لهم فتضخمت أجسامهم على هذه السموم حتى أدمنوها .. ألا من وقفة مع النفس ؟! فماذا لو تخلت عنكم العافية و افتقدتم القدرة على التنفس و تخبطتم فى الأرض تلتمسون نسمة هواء .. افيقوا قبل فوات الأوان .
و أما عن الأغلبية التى فقدت تذوق الحياة من شدة المرارة ،و استوطن اليأس حياتهم فأنا ادعوكم إلى التفاؤل فإنه سفينةُ النجاة .. و كما نعلم فشروق الشمس لا ينتظر النائمين .
و قد قرأتُ قصة قصيرة اليوم تمنيتُ ان يقرأها الجميع عسى ان نحتذى ببطلها فى تفاؤلهِ ، فلقد وُرد فى القصة ان عالم نفس له ولدان توأم فى الثامنة من عمرهما أحدهما كان شديد التشاؤم و الأخر كان متفائلاً مما أقلق بال والديهما و دفعهما إلى إجراء تجربة عليهما .. و ذات ليلة ملأ غرفة الأبن المتشائم بجميع أنواع اللعب والملابس و الكتب التى يتوق إليها كل صبى ثم ملأ غرفة المتفائل بسماد الخيل ، وفى صباح اليوم التالى ذهب إليهما ليرى نتيجة التجربة ، فلما اِختلس النظر الى غرفة المتشائم وجدهُ جالساً بين اللعب و الكتب و الملابس و هو ينظر إليهما بعين المرتاب دون ان يلمس إحداها ، ثم ذهب إلى غرفة الابن المتفائل وحين نظر من الثقب وجدهُ واقفا بين اكوام السماد و قد غطت نصفه و كان يهيل السماد فوق كتفه و هو يضحك و يقهقه، ففتح الأب الباب و سأله : “ماذا حدث لك يا بنى؟؟ ” فأجاب الصغير بأنهُ يحاول تشكيل السماد على شكل حصان صغير.
و هنا أجدُنى أتامل هذة القصة جيداً .. فهى تُحرك فى الوجدان يقينأً بأن الإنسان وحده قادر على صنع مفاتيح سعادتهِ بنفسه .. و أستخلص منها : إن كان الارتياب والتشاؤم آفة الحياة .. فإن التفاؤل حتماً هو سفينة النجاة .