أحلم بدور إيجابي للثقافة والفن .. أحلم بأن يكون للقوة الناعمة مكان وفاعلية في بناء مصر الجديدة .. لأن الشوارع والطرق والكباري والمدن الخرسانية وحدها لا تكفي .. لأن الثقافة والفن بجميع أشكاله وفروعه هي الضمانة الحقيقية لبناء الوجدان والمشاعر والأحاسيس التي ترتقي بالإنسان وتكون نقطة الانطلاق نحو مجتمع متقدم ..
أحلم واتمنى ان تكون مصر ام الدنيا قولا وفعلا وان تكون مزدهرة ومتقدمة وفي المكانة التي تليق بها وفي مقدمة دول العالم في مجال الثقافة والفن .. باعتبار ان الفن هو المرآة الحقيقية للمجتمع والعنوان العريض الذي يدل علي تقدم أي دولة ..
ومصر بلد عريقة وبها كل المقومات التي تجعلها ضمن كوكبة الدول المتقدمة .. يوجد بها اعظم الفنانين والنقاد واكبر المسارح ودور العرض السينمائي.. ولكن للاسف الشديد .. مانمتلكه لا يعبر ابدا عن حالة التراجع التي نعاني منها .. اصبحنا في حاجة الي استعادة ماضينا والزمن القديم .. زمن عظماء الفن والثقافة الذين كانوا نجوما حقيقين وكانت قاطرة الثقافة هي التي تشد وراءها المجتمع باكمله لكي يأخذ خطوات للأمام .. و في ظل الأسماء الكبيرة والقامات العالية التي تولت وزارة الثقافة في عهود مختلفة وابرزهم ثروت عكاشة الذي تولي هذه الحقيبة عدة مرات كانت خلالها الثقافة والفن في المقدمة وكانت النظرة للسينما والمسرح والدراما أكثر احتراما واعلي قيمة .. وهو مانحتاج أن نستعيده الآن حتي يكون للفن قيمة حقيقية تناسب الأهمية والمردود الذي يمكن أن يعود علي المجتمع وتقدمه من الفن الراقي والثقافة الحقيقية التي تحترم عقلية المواطن ..
بداية الحلم من وجهة نظري تكون بالاهتمام بمسرح الطفل … وايضا والاهم المسرح المدرسى … اتمنى يكون في كل محافظة و مركز وقرية ونجع ومركز شباب مسرحا للطفل يساعد علي تشكيل وجدانه والارتقاء بالذوق العام وان يكون هناك رقابة على هذه المسارح حتي يتعلم الطفل لغة الحوار و الاخلاق والاحترام والانتماء وحب الوطن وكل القيم النبيلة التي نحاول زرعها في اطفالنا حتي يخرج الجيل بأكمله يعرف كل القيم والمبادئ التي تضمن لنا مجتمعا أفضل وأكثر رقيا وتقدما يمتلك الإرادة ويعرف لغة التحدى التي تكون عماد المستقبل .. وهي لغة العلم والبحث و حب العمل … ولن يتأتى ذلك إلا من خلال انشاء مسرح بمعنى الكلمة . لخلق جيل واعى و مثقف نضمن به ألا يقع فريسة للإرهاب والتطرف الذي أصبح خطرا يهدد العالم كله ..
ويتحقق ذلك ايضا بالعودة الي دراما ومسلسلات الطفل التي اختفت في ظروف غامضة .. واصبحنا نستسهل باستيراد مسلسلات تركية وصينية واوروبية ونقوم بعملية الدبلجة ويصل بذلك لأطفالنا ثقافات اخري لا نعلم عنها شئ .. ولا نفكر فى العواقب .. تركنا اطفالنا للتجار اصحاب المصالح الذين لا يهمهم أطفالنا قدر اهتمامهم بجمع المال من دبلجة المسلسلات الدخيلة التي لا تناسب مجتمعاتنا !!
Hananghanem44@yahoo.com