أما بعد..
لاشيء في الوجود يعدل مرارة ذلك الشعور..
…إحساس عميق بالخذلان..
لاتعرف كيف تفر منه، ولو إلى العدم..
لاتعرف..
إلا أن توثق انهيارك، وانكساراتك الخبيثة..
وهزائمك..
…وغصة مزروعة في عمق حنجرة..
لاتعرفُ كيف تمتهنُ الصراخَ..
لاتسعها عتمةُ الكتمانِ..
ولايكفيها اتساعُ المدى..
…وأن تساقَ إلى الموتِ، معصوبَ العينين..
تحمل قلبك على كفك قربانا..
وأنت توقن أنه لن يروقه..
هل رأيت يا صديقي أسوأ؟!..
أن يصير وجعُكَ طويييييلا..
أطولَ من صبرِ اللغة على ولادة رثاء..
وأطول من كل طوابير المعاني المصفوفة هناك..
تحاول جاهدة، أن تُجيز قهرَكَ..
أن تصيغَ حزنَكَ..
ذلك الممتد، كغابةٍ كثيفةٍ..
كل حلمها..
أنْ تروضَ حماقةَ الحطَّابِ..
انتهى..