ثم..
سقطتَ..
وها هي الأيام دارت عليك..
رغم أني لم أصنع لك كبوة..
لم أضع لك حجرا..
ولم أعمق حفرة..
إنما،،،
هي جناية قلبك الآثم..
وكل بما سقى.. يسقى..
هو الأمس، يعيد نفسه..
ليرى الذهول في عينيك..
يا ابن الأمس لا تستغرب..
فكل العثرات التي اعترضت قدمي.. لم يفترها الطريق..
إنما اصطنعتها قسوتك..
فأخبر قلبك أنني-رغم كل ما فعلت بي-عبرت..
على قدمي..
على ندمي..
على ألمي..
لا يهم..
تلك الحجارة التي تساقطت على قلبي..
من جذع النخلة..
لم تكن من هز يدي..
لكن قلبك كان الأسرع في الإجابة..
فكيف أقر عينا..
وشُحك يتصدر المشهد..
ثمة جوع يأكل روحي..
حتى آااااخر قضمة..
خارج مواعيد البكاء..
ثمة دموع.. لم تسقط..
لم أكن فارغا من الحزن..
عندما أقسموا أن الرجال لا يبكون..
لكنهم نسوا..
أن جُرحي الأحمق..
لم يزل طفلا..
فيض الخوف الذي جمعته الأيام في صدري..
لم يكن كافٍ لأقلع..
هم أدمنوا النسيان.. حد الثمالة..
ووحدي عاقرت كؤوس الانتظار..
اطمئن..
لست وحدك المذنب في قصة الغياب..
بل أنت.. وخوابيَّ الفارغة..
اللاهثون خلف كوابيس الجدران..
الباحثون عن أسرار الصور المصلوبة..
أولئك الذين يصطفون احتراما للوجع..
وأولئك الذين يقدسون الخيبة..
منذ البسملة.. وحتى آخر السورة..
أولئك الذين يطبطبون على كتف الأحلام..
يهدهدون آلامها..
ثم يصفعونها لتنام عنوة..
وأولئك الذين يعلقون الفشل على شماعة (لا يهم)..
وبداخلهم ألف يهم، ويهم، ويقتل..
تعالوا.. أُخْبركم عن قلب غبي..
لم يزل يكلم المرايا المكسورة..
عن زمن (وجهان في المرآة)..
لا أعرف كيف تجاهل عمدا.. أن المرآة منذ فقد..
تعاني وجعين..
الرحيل، والتشظي..
أنت والسراب..
حكاية عطش في كلمتين..
تخبران بصراحة..
كيف يموت المرء ظامئا..
في محيط ضلعين..
ثم..
عذرا..
فمشاعر الساقي..محض قيعة..
إليك أسف كبيييير..
على سبيل مشنقة جميلة..
مكافأة.. لنهاية اللعبة..
انكسار، وفاجعة..
زوبعة..ووداع بلا سبب..
رحيل، وغياب..
أن توصد في وجهك أبواب السؤال..
ويخاصمك الجواب..
وشماتة فظة في عيون الناظرين..
إلى غير ذلك كثير..
كلها مصادر للدهشة، والذهول..
لكن أكثرها قسوة..
عينان تضحكان..
وقلب.. منذ قيامة يبكي..
غريب أن جمعتهما صدفة..
ربما كانت هي الأخرى..
صدفة بلا قلب..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..